أكدت جامعة الدول العربية في بيان رسمي لها أنها تتابع بقلق بالغ التطورات العسكرية في سوريا. خصوصاً في المناطق الشمالية الغربية مثل إدلب وحلب وحماة. وذلك بعد الهجمات الأخيرة التي أسفرت عن انهيارات كبيرة في صفوف قوات النظام السوري.
وأعربت الجامعة عن قلقها إزاء تأثير هذه التطورات على المدنيين وعلى استقرار المنطقة ككل.
وذكر جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، أن “التطورات الحالية تؤكد الحاجة الماسة لاحترام وحدة وسيادة سوريا”. مشيراً إلى أن الجامعة تتابع الوضع عن كثب.
كما شدد على أن الحلول السلمية هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي.
من جانبه، أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، عن انزعاجه الشديد من التأثيرات السلبية التي تخلفها هذه المعارك على المدنيين. وحذّر من أن هذه الفوضى قد تُستغل من قبل التنظيمات الإرهابية التي قد تجد في الأوضاع المتدهورة فرصة لاستئناف نشاطاتها.
الولايات المتحدة تتابع التطورات
في إطار الردود الدولية، صرح شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن الرفض المستمر للنظام السوري للمشاركة في العملية السياسية ودعمه للروس والإيرانيين قد أسهم بشكل مباشر في الانهيارات الأخيرة شمال غرب سوريا.
وأضاف سافيت أن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب، مشيراً إلى أنه رغم أن واشنطن لا علاقة لها بالهجمات التي شنتها المعارضة ضد النظام، فإنها تراقب بعناية التطورات التي قد تفضي إلى تغيرات استراتيجية في المنطقة.
وأكد المتحدث الأمريكي على ضرورة خفض التصعيد العسكري في المنطقة وحماية المدنيين. مشدداً على أهمية إطلاق عملية سياسية جادة وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254.
معركة “ردع العدوان”: تقدم ملحوظ لفصائل المعارضة السورية
وفيما يتعلق بالمعارك الميدانية، حققت معركة “ردع العدوان”، التي انطلقت في 27 نوفمبر، تقدماً استراتيجياً مهماً، حيث تمكنت الفصائل المعارضة من تحرير مدينة حلب بأكملها. فضلاً عن استعادة معظم المناطق المحيطة بها في ريفها الغربي والشمالي والجنوبي. وتواصل العمليات العسكرية ضد مواقع النظام السوري في محافظة حماة، ما ينذر بمزيد من التقدم.
وقال حسن عبد الغني، الناطق الرسمي باسم غرفة العمليات العسكرية، إن الحشود العسكرية التي نشرها النظام السوري تهدد أمن المناطق المحررة، مؤكداً أن حماية المدنيين والدفاع عن المناطق المحررة هو “واجب وليس خياراً”.
وأضاف أن الهدف الرئيسي للفصائل المعارضة هو “إعادة المهجرين إلى ديارهم” ولن تدخر أي جهد لتحقيق هذا الهدف.
بارقة أمل لملايين المهجرين
تحمل معركة “ردع العدوان” في طياتها بارقة أمل لملايين المهجرين السوريين. إذ تفتح آفاق العودة إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات النظام السوري وميليشيات إيران. لا سيما في ريفي حلب وإدلب.
في حين يرى الكثيرون أن هذا التقدم العسكري يمثل نقطة تحول استراتيجية قد تعيد تشكيل مستقبل سوريا.