تعزيزات النظام في حماة.. هل أسبابها الخوف من هزيمة جديدة؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يشهد الميدان السوري تطورات متسارعة في ريف حماة، حيث يدفع النظام السوري بتعزيزات عسكرية كبيرة من قواته وميليشياته المساندة لتعزيز خطوط الجبهات ومنع تقدم الفصائل العسكرية المعارضة.

ويأتي هذا التحرك في ظل مخاوف متزايدة من تكرار سيناريو السقوط المدوي الذي شهدته مناطق أخرى بيد الفصائل العسكرية ضمن معركة “ردع العدوان”، ومن أبرزها مدينة حلب.

تعزيزات متواصلة لمنع انهيار جديد

وتشير المعلومات الميدانية إلى أن النظام يبذل جهوداً حثيثة لمنع الفصائل من التوسع باتجاه مناطق جديدة في ريف حماة، مع الأنباء التي تتحدث عن وصول تعزيزات من الميليشيات الإيرانية لدعم خطوط الدفاع. ويخشى النظام من تحقيق الفصائل المعارضة انتصاراً نوعياً مشابهاً لما حدث في أرياف حلب وإدلب، والذي توّج بتحرير مدينة حلب.

ويرى المراقبون أن سقوط حلب شكل صدمة كبيرة للنظام، ودفعه للتنبه إلى حجم المخاطر المحدقة في حال سقوط مدينة حماة، فالمدينة تمثل نقطة محورية قد تمهد الطريق لمعركة تحرير حمص والتي تعدّ من أهم المعارك الاستراتيجية.

حماة بين الجغرافيا وأهمية السيطرة عليها

قال الكاتب والمحلل السياسي والقانوني عبد الناصر حوشان، وهو من أبناء محافظة حماة، لمنصة SY24: “إن حماة المدينة محاصرة بطوق طائفي من كل الاتجاهات، خاصة بعد خروج ثوارها باتجاه الشمال وزجّ الشبيحة داخل المدينة. وقد عزّز الطوق بنشر الميليشيات الإيرانية”.

وأضاف: “تعتبر حماة أهم منطقة في سوريا مع حمص بالنسبة للنظام، لأنهما تتوسطان البلاد وهما عقدة المواصلات بين شمال وجنوب وشرق وغرب سوريا، ولذلك يحرص النظام على التمسك بها والدفاع عنها حتى الرمق الأخير، لأن تحريرها من قبل الثوار يعني سقوط النظام الحتمي”.

معارك الكر والفر في ريف حماة

وفتحت الفصائل العسكرية محاور جديدة في ريف حماة الشمالي، وسط حالة من التراجع والانهيار في صفوف قوات النظام وميليشياته. وشهد الميدان فراراً واسعاً للقوات المنهكة أمام ضربات المعارضة المتتالية، إضافة إلى مواجهات الكر والفر بين فصائل “ردع العدوان” وقوات النظام السوري.

وفي هذا الجانب، قال الناشط السياسي محمد الشيخ، المقيم في الشمال السوري، لمنصة SY24: “يبدو أن النظام يدرك جيداً أن معركة حماة قد تكون نقطة تحول حاسمة، لذا يحاول بكل ما أوتي من قوة منع أي تقدم للفصائل المعارضة. لكن التطورات الميدانية المتسارعة تشير إلى احتمالية كبيرة لتغيير المعادلات العسكرية في المنطقة”.

انعكاسات التطورات على المشهد السياسي

وأضاف الشيخ: “سيبقى الجميع في انتظار التطورات القادمة، والتي قد ترسم معالم جديدة للمشهد العسكري في سوريا، خاصة مع تسارع المفاجآت وفرض الوضع الميداني حراكاً دبلوماسياً وسياسياً في الملف السوري”.

وأشار إلى أن معركة حماة أو حتى معركة حمص ليست بالسهولة ذاتها كما حصل في معارك ريفي حلب وإدلب، كون طبيعة المنطقة الجغرافية والتوزيع الديمغرافي حول حماة وحمص مختلفاً تماماً، فأغلبها قرى موالية للنظام السوري، وتنتشر فيها ميليشيات محلية جميعها مسلحة ولذلك هناك صعوبة كبيرة في التقدم سواء إلى حماة أو باتجاه حمص.

النظام أمام أزمة داخلية وخارجية

واعتبر الشيخ أن النظام اليوم في أزمة حقيقية مع حاضنته الشعبية وأزمة مع ميليشياته التي باتت خارجة عن السيطرة، مضيفاً أن التطورات السياسية تُظهر حالة من الرضى الدولي والغربي تجاه التقدم العسكري للفصائل المعارضة.

وأشار مراقبون إلى أن الموقف الأمريكي والبريطاني في تحميل رأس النظام بشار الأسد مسؤولية ما يجري يُظهر دعماً ضمنياً للمعارضة، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للنظام في هذه المرحلة المفصلية من عمر الثورة السورية، وفق تعبيرهم.

مقالات ذات صلة