منازل بلا سقوف وأحلام بلا حدود.. حكايا المهجرين بعد التحرير

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

طرد النظام وميليشيات إيران وروسيا من حلب وإدلب عقب عملية ردع العدوان التي أطلقتها الفصائل المعارضة  شمال غربي سوريا يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، جدد أمل العودة لملايين النازحين والمهجرين من مناطقهم منذ سنوات، جاءت هذه العملية في وقت شهدت فيه المناطق الشمالية تصعيداً عنيفاً من قبل قوات النظام وحلفائه، إلا أن التحرير جدد الأمل للأهالي بالخلاص من حياة المخيمات والعودة إلى ديارهم التي هجّروا منها منذ سنوات طويلة.

فرحة ممزوجة بالألم

“أحمد أبو بحر الدين”، نازح أربعيني من منطقة سراقب ناحية أبو ظهور، كان واحداً من مئات الأهالي الذين اندفعوا لرؤية أراضيهم ومنازلهم فور إعلان التحرير، يصف مشاعره قائلاً: “لم نشعر بمثل هذه الفرحة منذ زمن، لكن الدمار الذي خلفه النظام والميليشيات الموالية له قتل الفرحة التي طالما انتظرناها”.

ورغم خطر الدخول إلى المناطق المحررة حديثاً بسبب القصف المستمر وزراعة الألغام، قرر “أحمد” العودة لرؤية منزله وأرضه، ما وجده كان صادماً بيت مدمر، جدران مهدمة، وأطلال لا تصلح حتى كمأوى مؤقت، يقول: “الفرحة كانت أشبه بالإفراج عن محكوم بالإعدام، لكنها انقلبت إلى خيبة أمل كبيرة، فمن سمع ليس كمن رأى “.

رؤية عبر الشاشات

بالنسبة للكثيرين، كان الذهاب إلى المناطق المحررة مغامرة محفوفة بالمخاطر، ما جعل النساء والأطفال يعتمدون على الصور والفيديوهات لرؤية منازلهم، “أم آدم”، نازحة من كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي منذ سنوات، شاهدت صوراً لمنزلها عبر هاتف أحد أقاربها تقول بحسرة: “رؤية جدران المنزل المدمرة والأسقف المهدومة تحرق القلب، لكنها أيضاً أعطتنا الأمل بعودة قريبة رغم صعوبة إعادة الإعمار”.

واقع مرير وأمل مستمر

الصور التي رآها أحمد وأم آدم تشبه مئات الصور الأخرى التي التقطتها العائلات لنازحي ريف إدلب وحلب، والتي تظهر منازل مدمرة وأخرى منهوبة بالكامل، وعلى الرغم من الألم، فإن الأهالي يتمسكون بالأمل.

تحدثنا إلى بعضهم ممن عبروا عن فرحتهم بتحرير أراضيهم رغم حجم الدمار الهائل،أحدهم قال: “هذا نصر لنا، وسنعود لإعمار منازلنا مهما كلف الأمر، حياة الخيام كانت قاسية بما فيه الكفاية”.

تحرير هذه المناطق لم يقتصر فقط على الأثر المعنوي، بل كان بمثابة دعوة للتفكير في المستقبل، إعادة الإعمار تبدو مهمة شاقة في ظل غياب الدعم الدولي والوضع الاقتصادي المتدهور، لكن سكان المناطق المحررة يرون فيها بداية جديدة للخلاص من حياة النزوح والظلم الذي عاشوه لسنوات، تحرير ريفي إدلب وحلب يعكس روح المقاومة والصمود لدى الأهالي لكنه يبرز أيضاً حجم المعاناة التي تحتاج إلى جهود ضخمة لتخفيفها فالأمل بعودة النازحين إلى منازلهم والبدء بحياة جديدة يبقى حياً رغم كل التحديات التي تعترض طريقهم.

مقالات ذات صلة