شهدت مدينة حلب مبادرات محلية من السوريين المهجرين والنازحين في إدلب، الذين وقفوا إلى جانب أهل المدينة لتخفيف أعباء الأزمة الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بتأمين الخبز، أحد أهم الاحتياجات اليومية، وتعاونت فرق تطوعية ومنظمات إنسانية وجمعيات خيرية في إطلاق هذه المبادرات، التي تعكس روح التضامن بين أبناء الوطن في وجه الأوضاع الراهنة.
من بين هذه المبادرات كانت مبادرة “أثر” التطوعية، حيث قام عدد من الشبان بتوزيع كميات محددة من الخبز على مدار الأيام الثلاثة الماضية في عدد من أحياء حلب، بما في ذلك المناطق الأكثر فقراً، وقال مدير الفريق “نور الدين عز الدين”: إن “المبادرة جاءت من منطلق أخلاقي وضرورة التكاتف مع الأهالي في هذه الظروف لتأمين أبسط الاحتياجات”.
وأضاف أن الفريق يهدف إلى تغطية الأحياء الأشد حاجة، مشيراً إلى أن حلب تحتاج يومياً إلى نحو مليون ربطة خبز، وأن مثل هذه المبادرات قد لا تسد الحاجة بالكامل، لكنها تترك أثراً إيجابياً ولو بسيطاً في الوقت الراهن.
إلى جانب توزيع الخبز، تضمنت المبادرة توزيع كميات محدودة من حليب الأطفال على العائلات التي لديها أطفال صغار ولا تستطيع تأمينه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وأكد “عز الدين” أن الحاجة ماسة إلى تكثيف الجهود، معرباً عن أمله في أن تلهم المبادرات المحلية المزيد من الفرق للعمل.
جهود محلية متواصلة لدعم أهالي حلب
لم تقتصر الجهود على توزيع الخبز وحليب الأطفال، بل شملت مبادرات أخرى كتنظيف الطرقات والساحات العامة، وفتح الطرق الحيوية مثل طريق ساحة الجامعة المؤدي إلى المشفى الجامعي، لتسهيل حركة السكان، هذه الجهود التي شارك فيها متطوعون من إدلب تؤكد أن السوريين رغم معاناتهم يسعون لدعم بعضهم البعض، متجاوزين الانقسامات التي فرضتها الحرب.
وفي السياق ذاته، أعلنت الجهات المعنية في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية عن تشغيل الأفران في حلب على مدار 24 ساعة، مع إلغاء العمل بنظام “البطاقة الذكية”، الذي كان يحدد كميات محدودة لكل عائلة ويوم أمس الثلاثاء تم توزيع أكثر من 72 ألف ربطة خبز مجانية، ما ساهم في تخفيف الضغط على السكان.
وأكد مراسلنا أن الأفران الرئيسية مثل الشهباء وتشرين وحلب الجديدة بدأت تعمل بكامل طاقتها، للوصول إلى حالة اكتفاء بالوقت الحالي، إذ لم يعد هناك طوابير طويلة أمام المخابز، وهو ما يُعد إنجازاً مهماً في ظل الظروف الحالية.
هذه المبادرات ليست مجرد جهود إنسانية، بل هي رسالة تعكس وحدة الشعب السوري، بمختلف طوائفه وانتماءاته، وتطلعه للعيش بحرية وكرامة، ورغم التحديات، تستمر مثل هذه المبادرات في تقديم الدعم اللازم، معبرة عن الأمل بأن يتحسن الوضع في المستقبل القريب، بفضل التعاون المحلي والعمل الجماعي.