القصف يدمر مدارس إدلب ويهدد مستقبل الأطفال

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تعيش محافظة إدلب أزمة خانقة في قطاع التعليم نتيجة القصف المستمر الذي طال العديد من المدارس، مخلّفًا دمارًا واسعًا ومهددًا مستقبل آلاف الأطفال، ومع تصاعد الأعمال العسكرية، أصبح الحصول على التعليم حلمًا صعب المنال في ظل تدمير البنية التحتية.

تعليق دوام المدارس خوفًا من القصف

مع بداية معركة “ردع العدوان”، أعلنت مديرية التربية في إدلب تعليق الدوام المدرسي لمدة أسبوع كامل، جاء هذا القرار نتيجة التخوف من غدر النظام واستهداف المدارس، حرصًا على سلامة الطلاب والمعلمين، يقول إبراهيم، أحد مسؤولي مديرية التربية في إدلب: “تعليق الدوام كان ضرورة ملحّة، فالمدارس أصبحت هدفًا مباشرًا، ونحن نحاول جاهدين حماية الطلاب والكادر التعليمي”.

استهداف المدارس وقتل الأطفال

قبل أيام من اندلاع المعركة، استهدف النظام مدرسة شرعية في مدينة أريحا، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة أطفال وإصابة 14 آخرين، تقول أم عبد القادر، والدة أحد الأطفال المصابين: “أرسلت طفلي ليتعلم، لكنه عاد إليّ جريحًا، من الصعب أن نستمر في إرسالهم إلى مدارس ليست آمنة”.

وفي حادثة أخرى، تعرضت مدرسة “المتفوقين” في إدلب لقصف عنيف من قبل الطيران الروسي، مما أدى إلى دمار شبه كامل للبنية التحتية، تصف فاطمة، إحدى المعلمات في المدرسة المشهد قائلة: “المدرسة تحولت إلى أنقاض، كأن حلم الأطفال بالتعليم انتهى تحت الركام”.

الأثر النفسي على الأطفال

ترك القصف المستمر واستهداف المدارس أثرًا نفسيًا عميقًا لدى الأطفال في إدلب، حيث يعاني الكثير منهم من الخوف والقلق الدائم، البيئة التعليمية غير المستقرة تؤدي إلى تشتت الانتباه وصعوبة التركيز، مما يؤثر سلبًا على تحصيلهم الدراسي وتفاعلهم الاجتماعي، تقول أم أحمد، والدة أحد الطلاب: “ابني يرفض الذهاب إلى المدرسة خوفًا من القصف، حتى عندما نحاول طمأنته”.

وتضيف بتول، مرشدة نفسية في مدرسة العروبة بمدينة إدلب: “الأطفال هنا بحاجة إلى دعم نفسي قبل الدعم التعليمي، فالصدمات التي تعرضوا لها تعيق قدرتهم على التعلم”.

أزمة التعليم في إدلب

الدمار الذي لحق بالمدارس في إدلب لا يهدد فقط العملية التعليمية، بل يرسم مستقبلًا غامضًا لأجيال بأكملها. تأمين بيئة تعليمية آمنة وإعادة إعمار المدارس المتضررة أصبح أمرًا ملحًا لضمان استمرار التعليم وحماية حق الأطفال في بناء مستقبلهم بعيدًا عن الخوف والحرمان.

مقالات ذات صلة