برزت مدينة حلب كساحة استراتيجية لإيران التي نجحت في تأسيس شبكة نفوذ متعددة الأبعاد تجاوزت الحدود العسكرية التقليدية.
واستهدفت استراتيجية التوسع الإيراني الدقيقة، تحويل حلب إلى معقل استراتيجي يضمن التواجد الإقليمي الممتد.
أحياء حلب في قبضة الميليشيات الإيرانية
وكانت الميليشيات الإيرانية، ومن أبرزها (ميليشيات عراقية وفلسطينية ومحلية مدعومة من إيران: فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني وحزب الله وزينبيون وميليشيا الدفاع الوطني)، تنتشر في عدد من المواقع والمقرات داخل مدينة حلب وما حولها قبل تحريرها.
أكدت مصادر خاصة ومتطابقة أن من أبرز الأحياء التي كانت تنتشر فيها الميليشيات الإيرانية (أكثر من 25 حي في حلب الشرقية كانت مرتعاً للميليشيات الإيرانية، وفي عدد من الأحياء الغربية لحلب)، ومنها: الزبدية، المشهد، الصالحين، السكري، الفردوس، الميسر، الشيخ سعيد، الإذاعة، المرجة، باب النيرب، البلورة، طريق الباب، الشيخ نجار الراشدين.
القنصلية الإيرانية.. بوابة النفوذ في حلب
وفي قلب حلب أيضاً: المركز الثقافي الإيراني، والقنصلية العامة الإيرانية التي تم افتتاحها عام 2021، افتتاح القنصلية هو جزء من مشروع إيران الأمني في سوريا، إذ أن اهتمام إيران بمدينة حلب يعود إلى أهمية المدينة صناعياً، وكذلك في مشروع التواجد المستدام الإيراني في سوريا في مرحلة ما بعد الحل السياسي.
تطويق حلب بشراء العقارات وإقامة الحسينيات
كما كانت تتواجد الميليشيات الإيرانية أو المدعومة منها في مخيم النيرب (ميليشيا لواء القدس التي تشكلت عام 2013)، مخيم حندرات، ومنطقة الملاح، ومنطقة معامل الإسمنت، المدينة الصناعية، باشكوي، تل مصيبين، السيطرة الإيرانية كانت على شكل دائرة “غير مغلقة” تحيط بمدينة حلب، بالإضافة إلى نبل والزهراء التي تعتبر معقلاً مهماً للمليشيات الإيرانية.
جاء التواجد الإيراني على شكل التواجد العسكري في المناطق المهمة مثل مطار حلب والنيرب، إضافة إلى التواجد العقائدي من خلال الحسينيات التي أُنشئت في الأحياء المذكورة، وشراء العقارات عبر وسطاء ومستثمرين محليين موالين لإيران.
مطار حلب ومواقع استراتيجية
نشرت مليشيا “لواء الباقر”، المدعومة من إيران، مفارز أمنية في حي الشيخ سعيد وطريق الباب والأحياء المجاورة، كما سيطرت على مركز المدينة ومطارها، الذي كان يُستخدم لنقل الأسلحة، إضافة إلى مواقع استراتيجية ومستودعات سلاح في جبل عزان وقرى وبلدات العيس والحاضر ونبل والزهراء.
مصانع الأسلحة ومراكز البحوث
من المواقع الهامة الاستراتيجية التي كانت تبسط الميليشيات الإيرانية سيطرتها عليها: مستودعات عسكرية في منطقة السفيرة التي كانت تخضع لميليشيا “فيلق القدس”، منطقة السفيرة تضم “مركز البحوث العلمية”، الذي حوّلته الميليشيات الإيرانية إلى غرفة عمليات بإشراف ضباط إيرانيين، وساهموا في تصنيع البراميل المتفجرة وتطويرها.
الكليات ومعسكرات التدريب
بسطت الميليشيات الإيرانية تواجدها في مختلف الكليات العسكرية في حلب، وفي معسكرات مثل معسكر شهيد المحراب في مدينة حلب، ومعسكر الزهراء القريب من حلب، هذه المواقع تخضع لإشراف القوات الخاصة التابعة للنظام السوري بإدارة ضباط إيرانيين.
معركة “ردع العدوان” تكشف حجم التواجد الإيراني
الجدير ذكره، أنّ جميع الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها وسائل الإعلام من المواقع الهامة والحساسة في حلب خلال تقدم المعارضة العسكرية ضمن معركة “ردع العدوان”، تؤكد بشكل واضح حجم الوجود الإيراني الكبير في المدينة ومحيطها.