تفيد الأخبار الآتية من مدينة حمص بمواصلة النظام السوري حملة تضييق واسعة النطاق، تترافق مع معارك متصاعدة في ريف حماة، حيث يسعى للحشد والتعبئة العسكرية بكل الوسائل الممكنة.
وأكدت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن حملة اعتقالات شاملة طالت الشباب في مختلف أحياء المدينة، حيث يتم استهداف الرجال من عمر 17 إلى 40 عاماً من المنازل والمحال التجارية والمطاعم.
وبحسب المعلومات الواردة، فإن هؤلاء المعتقلين يتم تجنيدهم مباشرة للزج بهم في جبهات القتال، بما في ذلك المشمولين سابقاً بالإعفاء من الخدمة العسكرية.
وقد شملت الاعتقالات أحياء متعددة من المدينة، منها حي الملعب وطريق الشام والحميدية وشارع العشاق، في عملية ممنهجة تهدف لتعزيز صفوف القوات العسكرية.
ولم تقتصر إجراءات التضييق على الاعتقالات فحسب، بل امتدت إلى إعادة نشر الحواجز والتراسات الترابية بشكل مكثف، مع إغلاق منطقة حي الوعر القديمة بالأسمنت.
كما عمد النظام إلى تحصين مداخل المدينة وتحويل عدة منشآت مدنية إلى ثكنات عسكرية، شملت: الصالة الرياضية على طريق الشام، الملعب البلدي في حي الحمرا، – الصالة الرياضية في ضاحية الوليد، كلية البتروكيمياء في دير بعلبة، معمل السكر على طريق حمص حماة، برج الغاردينيا في الغوطة.
ونشر النظام كذلك حواجز ثابتة وطيارة في عدة أحياء، مع إجراء تفتيش دقيق للمدنيين، خاصة على الهواتف النقالة.
كما حذّر ناشطون جميع المسافرين بتوخي الحذر الشديد، خاصة الشباب، عند التنقل من وإلى مدينة حمص عبر كراجات البولمان.
وقال الناشط السياسي وابن مدينة حمص، إياد الرحال لمنصة SY24: “إن أمن النظام وقواته العسكرية وضعوا سواتر ترابية وإسمنتية في مداخل الأحياء وسط استنفار كامل لكل الفروع الأمنية مع الشرطة العسكرية”.
وأكد أن المدينة شهدت حملة اعتقالات واسعة، شملت جميع الأعمار، حتى عند أبواب الجامعة.
وأضاف أن الاعتقالات لم تستثنِ حتى الأشخاص الحاصلين على تأجيل للخدمة الإلزامية، أو الذين يُعتبرون وحيدين لأسرهم، أو الذين دفعوا بدل الخدمة الإلزامية.
وبالتوجه صوب ريف حمص الشمالي، أفادت مصادر متطابقة بحالة غليان تشهدها المنطقة وبالأخص مدينتي تلبيسة والرستن، حيث أكدت المصادر أن مسلحين من أبناء الرستن هاجموا حاجز مدخل المدينة الشمالي وقاموا بإحراقه، في حين حاولت ماكينات النظام الإعلامية والأمنية نفي الخبر.
وأصدر أبناء الرستن وتلبيسة المناهضين للنظام السوري بياناً أكدوا فيه استعدادهم للتنسيق العسكري مع إدارة العمليات العسكرية ومعركة “ردع العدوان”.
وفي هذا السياق، أوضح الرحال أن الوضع في الريف يعتبر جيدًا إلى حد ما، حيث يتمتع سكانه بالاستقلالية، وهم مسلحون، وتمكنوا من طرد جميع حواجز النظام من مناطقهم.
وأمس الأربعاء، وجّهت إدارة العمليات العسكرية لمعركة “ردع العدوان” رسالة إلى أهالي حمص جاء فيها: “إلى أهلنا الأحرار في حمص العدية؛ لقد اقترب فجر الحرية وزال عهد الظلم والاستبداد بفضل الله، فكونوا كما عهدناكم أهل الرجولة والمواقف المشرفة، واكتبوا لكم في التاريخ صفحات تليق ببطولاتكم وتضحياتكم”.
وتأتي هذه الإجراءات بالتزامن مع المعارك الدائرة في ريف حماة، ضمن معركة “ردع العدوان” بعد تحرير فصائل المعارضة العسكرية السوري لمدينة حلب والتوجه لتحرير مدينة حماة.