تفيد الأخبار الآتية من محافظة درعا جنوب سوريا بتطورات متسارعة وحساسة، شهدت حركة غير مسبوقة من الهروب والانشقاقات المحتملة في صفوف القوات الأمنية والعسكرية التابعة للنظام السوري، وسط تصاعد التوترات وتهديدات المجموعات المحلية.
وأفادت مصادر متطابقة بهروب عدد من القيادات الأمنية من محافظة درعا باتجاه العاصمة دمشق، في خطوة تعكس حالة من عدم الاستقرار والضغط المتزايد.
ومن أبرز الشخصيات التي لُوحظ هروبها رئيس شعبة الأمن العسكري في مدينة نوى، المعروف باسم “أبو علي فواز”.
وتزامن هذا التحرك مع دعوات واسعة النطاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومكبرات المساجد في عدة مناطق بدرعا للعناصر الأمنية والعسكرية بالانشقاق.
وأصدرت مجموعات المعارضة المحلية بيانات رسمية تضمن السلامة والأمان للراغبين في الانشقاق من صفوف النظام.
وفي سياق الأحداث الأمنية، قامت المجموعات المحلية بمداهمة حاجز عسكري قرب الجامعات غربي أوتوستراد درعا – دمشق، حيث تمكنت من مصادرة أسلحة عناصره دون أي مواجهات، كما تم الإعلان عن انشقاق خمسة عناصر من الأفرع الأمنية في المنطقة الشرقية من المحافظة.
وأظهرت عمليات الإخلاء والهروب حجم الضغط المتزايد على القوات الأمنية، حيث تم إخلاء مدينة جاسم في الريف الشمالي من محافظة درعا، والتوجه إلى الحاجز العسكري في بلدة نمر بعد تلقي تهديدات من المجموعات المحلية التي طالبتهم بالانشقاق أو الاستسلام، وفق المصادر ذاتها.
وقالت هدى أبو نبوت، صحفية سورية مهتمة بالشأن السياسي لمنصة SY24: “نقول وبكل موضوعية إن أهل درعا درسوا الواقع جيدا واستشعروا نهاية النظام فعلا، في حين أن واقع درعا التي وجود النظام فيها هش أصلاً، لا يحتاج لفتح جبهة حقيقية تنشر أي نوع من الانفلات الأمني مادامت الخطة لفصائل المعارضة ماضية في طريقها الصحيح”.
وأضافت: “ربما وجدوا أن إرسال هذه الرسائل حل وسط ربما تساعد المتخوفين من الاستجابة، وبالتالي إذا وصلت المعارك لحدود محافظة درعا هم على أتم الاستعداد للانخراط أيضا ضد النظام”.
وعن السيناريو الأقرب المتوقع من الجنوب السوري في ظل ردع العدوان وتحرير حلب وحماة والتوجه صوب حمص، أوضحت أبو نبوت قائلة: “الانتظار هو السيناريو الحالي على الأغلب، وأيضا الاستعداد لاحتمال استكمال المعارك صوب دمشق، وفي هذا الوقت سيكون لتحركهم تأثير حقيقي، لأن هناك مؤشرات إيجابية على الانتقال السياسي قبل الوصول إلى دمشق ولكنهم ليسوا بعيدين بالتأكيد ومنخرطين على أكثر من اتجاه، سواء من خلال المظاهرات شبه اليومية منذ بدء المعارك والتكبير بكل الجوامع عند تحرير كل مدينة، فهم نوعا ما لديهم حرية حركة أكثر من باقي المحافظات بالتعبير عن رفضهم للنظام ووقوفهم مع عملية ردع العدوان”.
ووسط كل ذلك، يأتي هذا التصعيد وسط خلفية من الاشتباكات المستمرة بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام السوري في شمال ووسط سوريا والتي أسفرت عن تحرير مدينتي حلب وحماة، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار المتصاعد في المنطقة.