الحرية بعد سنوات من الظلم في سجون حلب وحماة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بين ظلمات الزنازين وصراخ المعذبين، عاش آلاف المعتقلين في حلب وحماة سنوات طويلة من القهر والتعذيب، التحرير الأخير لهذه المناطق لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان أيضًا انتصارًا إنسانيًا أعاد الأمل للمعتقلين ومنحهم فرصة للعودة إلى الحياة، رغم الأعباء الثقيلة التي حملوها معهم من تلك السنوات القاسية.

السياق التاريخي والإنساني

منذ بداية الحرب في سوريا، تحولت السجون التابعة للنظام إلى مسرح لانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، اعتُقل الآلاف من المدنيين، بمن فيهم طلاب جامعات ونشطاء، وحتى أشخاص اعتُقلوا ظلماً بسبب تشابه الأسماء.

عثمان التعتاع، طالب الطب البشري، كان واحدًا من هؤلاء، اعتُقل عام 2014 أثناء دراسته في جامعة حلب، وقضى سنوات من حياته داخل سجن حماة، محرومًا من دراسته وأحلامه، وعلى الرغم من الإفراج عنه مؤخرًا، فإن معاناته داخل السجن ستظل تلازمه كجزء من حياته.

صراع للبقاء داخل الزنازين

لم تكن الزنازين مجرد أماكن للاحتجاز، بل كانت عالمًا مظلمًا تهيمن عليه الخوف والألم، أساليب التعذيب الوحشية، سواء كانت جسدية أو نفسية، تركت آثارًا عميقة في نفوس المعتقلين، لا تُنسى بسهولة.

حسين العلي، الذي قضى 11 عامًا في سجون النظام بسبب تشابه الأسماء، وصف تجربته بأنها معركة يومية للبقاء على قيد الحياة. يقول حسين: “لم تكن الزنزانة مجرد مكان ضيق، بل كانت كابوسًا دائمًا تسوده القسوة والوجع”.

عبد القادر، شاب آخر، ظل يحلم بحريته طوال 13 عامًا قضاها في السجن. قال بعد الإفراج عنه: “كنت أُكبر في داخلي، وأقول لنفسي إن الفرج قادم، كنت أحلم بيوم أخرج فيه وأعود إلى أهلي وأرضي”.

التحرير يعيد الحياة للمعتقلين

كان التحرير بالنسبة للمعتقلين نقطة تحول مهمة، لكنه أيضًا بداية رحلة جديدة مليئة بالتحديات، عثمان التعتاع، الذي خرج من سجن حماة قبل يوم، عبّر عن مشاعره بقوله: “الحرية شعور عظيم، لكنها ليست سهلة، عليّ الآن أن أبدأ من جديد وأعيد بناء حياتي التي توقفت لسنوات طويلة”.

أما عبد القادر، فقد عبّر عن فرحته برفع صوته بالتكبير مع الفصائل فور خروجه من السجن. يقول: “انتظرت هذه اللحظة طوال حياتي، والآن أشعر بأنني وُلدت من جديد”.

حسين العلي عاد إلى بلدته وأهله بعد سنوات من الظلم. يقول متأثرًا: “أطفالي الذين تركتهم صغارًا، كبروا الآن، لكنني سأحاول تعويضهم عن كل السنوات التي فقدناها”.

رسالة الأمل والصمود

رغم الجراح العميقة التي خلّفتها سنوات الظلم، تبقى قصص هؤلاء المعتقلين رمزًا حيًا للصمود الإنساني، عودة عثمان، عبد القادر، وحسين للحياة ليست مجرد قصص شخصية، بل رسالة تحمل الأمل للآلاف من المعتقلين الذين ما زالوا في سجون النظام، ينتظرون لحظة الإفراج والحرية، هذه القصص، رغم ما تحمله من ألم، تفتح الباب أمام تساؤلات ملحّة عن حقوق الإنسان وضرورة تحقيق العدالة.

مقالات ذات صلة