رصدت منظمة “العدالة من أجل الحياة في دير الزور”، بحسب مصادر تابعة لها، قيام القوات الروسية وميليشيا الدفاع الوطني التابعة لقوات النظام وميليشيا تتبع للحرس الثوري الإيراني، بالاستيلاء على منازل المدنيين في عدد من أحياء مدينة دير الزور شرق سوريا.
وقال “جلال الحمد” مدير المنظمة في حديث خاص لـ SY24: إن “ميليشيا الدفاع الوطني التابعة لقوات النظام وأيضًا القوات الروسية والحرس الثوري الإيراني وميليشيا فاطميون، تقوم بالاستيلاء على عدد من المنازل في الأحياء المأهولة بالسكان في مدينة دير الزور ومنها أحياء “القصور والجورة وهرابش وحي الفيلات القريب من حي القصور”.
وأضاف “الحمد” أن “هذا الاستيلاء يكون من دون أي سند قانوني أو حجة قانونية، كون هذه المنازل خالية من أصحابها الذين تركوا المدينة منذ عدة سنوات، ومنهم من أجبر على الخروج هربًا من الحصار الذي فرضه داعش على المدينة وأحيائها في السنوات الأخيرة.
“لا يوجد أرقام دقيقة لأعداد المنازل التي يتم الاستيلاء عليها من قبل تلك الميليشيات”، بحسب منظمة العدالة، إلا أنها أكدت حصول عمليات الاستيلاء تلك، لافتةً في الوقت ذاته إلى وجود بعض الأشخاص ممن تمكنوا من استعادة منازلهم بعد أن عادوا إلى أحياء مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته، وبعد أن قدموا الحجة القانونية على ذلك.
ويرى “الحمد” أن المشكلة الحقيقية في هذا الأمر هو أن عمليات “الاستيلاء” تقوم بها ميليشيات قياداتها “إيرانية” بشكل رئيس، وعندما يعود صاحب المنزل ويطالب بمنزله فإن عليه أن يراجع هذه الميليشيات وقياداتها بالدرجة الأولى، ليطلب منهم استعادة منزله.
وعَقبَ “استيلاء” تلك الميلشيات المساندة للنظام على منازل المدنيين، فإنها تقوم بتأجيرها واستيفاء مبالغ مالية لقاء ذلك من دون أي حجة قانونية، بحسب ما وثقته المنظمة، ولفتت إلى أن تلك الميليشيات لديها رغبة واضحة في الإبقاء على تلك المنازل تحت سيطرتها أو استملاكها بشكل قانوني، والدليل على ذلك أنهم يقولون: إنه “عندما يعود أصحاب تلك المنازل إليها إما أن نعيدها لهم أو نشتريها منهم”.
وأشار “الحمد” إلى عدم وجود أي إجراءات معينة لعملية “الاستيلاء”، مبينًا أن تلك الميليشيات تقوم بدخول المنازل “الفارغة” ووضع عناصر فيها، أو تقوم بتأجيرها، مشيرًا إلى رصد قيام بعض الموظفين في “المحكمة” التابعة لمحافظة دير الزور بتزوير “سندات ملكية” لبعض الأشخاص، لتتم عملية استملاك المنازل بناء على “وكالات وسندات مزورة”.
ولم تتضح حتى الأن، بحسب “الحمد”، الأهداف التي تقف خلف عمليات “الاستيلاء” على منازل المدنيين من قبل ميلشيات تساند أو تتبع لرأس النظام بشار الأسد، مضيفًا أن هناك بعض المنازل تمركزت فيها قيادات للميلشيات وقيادات للقوات الروسية والتي تتواجد في منطقة “الفيلات” داخل مدينة دير الزور.
وتابع، أن “منظمة العدالة من أجل الحياة” مستمرةٌ في متابعة هذه العمليات بدقة لتوثيق ما يجري من عمليات استيلاء على المنازل في محافظة دير الزور من قبل تلك الميليشيات، والكشف عن السبب وراء الاستيلاء ومن يقوم به وأين يتم هذا الاستيلاء، معتبرًا أن تلك العمليات تشكل انتهاكًا واضحًا لحقوق المدنيين وأصحاب المنازل والعقارات في محافظة دير الزور.
ولفت “الحمد” الانتباه، إلى أن عمليات “الاستيلاء” على منازل المدنيين في محافظة دير الزور ليست بجديدة، إلا أنها بدأت تظهر اليوم بشكل علني وبشكل مشاهد من قبل كثير من المدنيين في تلك الأحياء والمناطق داخل مدينة دير الزور، دون وجود أي رادع قانوني لوضع حد لتلك الميليشيات التي تتصرف بشكل فردي وتأخذ الأوامر مباشرة من قياداتها.
وأعرب مدير “منظمة العدالة من أجل الحياة” عن مخاوفه من أن تتوسع عمليات “الاستيلاء” تلك لتطال منازل المدنيين في كثير من المناطق الواسعة التي استعادت قوات النظام وميلشياتها السيطرة عليها مؤخرًا من قبضة تنظيم داعش في دير الزور وريفها، محذرًا من أن تتوسع تلك العمليات خلال الفترات المقبلة.