ما تزال الأحداث الدائرة في سوريا تتصدر واجهة المشهد على صعيد ميداني وسياسي، في تطور قديم متجدد عنوانه الأبرز غارات إسرائيلية على مواقع في دمشق ودرعا، تزامنا مع سقوط رأس النظام السوري بشار الأسد وتحرير فصائل المعارضة السورية للعاصمة دمشق عقب تحرير حمص وحلب وحماة.
وفي التفاصيل، شن سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الغارات المكثفة على عدة مواقع عسكرية في محافظة درعا ودمشق، مما أثار حالة من التوتر والخوف في المنطقة، حسب مصادر متطابقة.
واستهدفت الغارات الكتيبة المهجورة شرق بلدة إبطع في الريف الأوسط لمحافظة درعا، كما واصل الطيران الحربي الإسرائيلي تحليقه المكثف فوق المناطق الغربية والشمالية من المحافظة، مستهدفًا العديد من المواقع العسكرية السابقة، بحسب ذات المصادر.
ونفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عشر غارات جوية استهدفت مناطق استراتيجية في ريف القنيطرة وتل الحارة بدرعا، ما أسفر القصف عن انفجارات ضخمة هزت المنطقة، الأمر الذي أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين.
وركز القصف على مواقع عسكرية محددة، بما في ذلك الفوج 175 واللواء 12 وقيادة الفرقة الخامسة في محيط مدينة إزرع.
كما تجاوزت القوات الإسرائيلية خط وقف إطلاق النار وتقدمت في الأراضي السورية، وتحديدًا في منطقة حوض اليرموك غرب درعا، وتم رصد تمركز هذه القوات في ثكنة الجزيرة العسكرية ونقاط استراتيجية أخرى.
وسبق هذه العملية تقدم إسرائيلي في محافظة القنيطرة، حيث سيطرت على جبل الشيخ وخمس قرى.
وأعقب ذلك إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حل اتفاق “فض الاشتباك” الموقع عام 1974 بشأن الجولان المحتل.
وتوسعت العملية العسكرية لتشمل العاصمة دمشق، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي مطار المزة العسكري ومنطقة قاسيون والمربع الأمني وسط المدينة.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الهدف كان “مركز البحوث العلمية” الذي يُزعم أنه يدير برامج للأسلحة الكيميائية والصواريخ الباليستية.
وحول تلك التطورات، قال الباحث السياسي حسام البرم لمنصة SY24: “إن ما يجري هو أن إسرائيل تستهدف كل المستودعات التي تحتوي على أسلحة نوعية، ويبدو أن المخابرات الإسرائيلية لديهم مصادر على الأرض لرصد واستكشاف أماكن المستودعات سواء في دمشق أو درعا، كما أن جميع هذه التحركات هدفها التقدم استراتيجيا وخاصة في مناطق تكسف العاصمة دمشق”.
ورأى أن إسرائيل لديها خشية واضحة من ما يحدث في سوريا وسيطرة فصائل المعارضة على دمشق، ومن أجل ذلك ما يهم إسرائيل هو التقدم والسيطرة ومن بعدها الجلوس والتفاوض مع الدول بخصوص ما يجري في سوريا.
وأكد مراقبون على أن هذه التطورات تشير إلى تصعيد كبير في المنطقة، وترسم مشهدًا معقدًا من التوترات العسكرية التي قد يكون لها تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي، حسب وجهة نظرهم.