برزت مدينة حماة كنموذج للتحولات الجارية، حيث شهدت المدينة تحولاً كبيراً في واقعها المعيشي بعد التحرير في 5 كانون الأول/ديسمبر 2024.
وقال حازم عياش، أحد سكان المدينة لمنصة SY24: “إن المدينة بدأت أولى خطوات التحرير في أجواء احتفالية، حيث أغلقت معظم المحلات التجارية أبوابها احتفالاً بالحدث، مع بقاء بعض البقاليات والمحال مفتوحة لتلبية الاحتياجات الأساسية”.
وأضاف: “لكن في الوقت نفسه، سرعان ما شهدت الأسواق ارتفاعاً محسوساً في الأسعار، وتزامن ذلك مع نفاد العديد من المواد الغذائية من المحلات التجارية”.
وعلى صعيد أسعار صرف العملات، شهدت المدينة تذبذباً ملحوظاً في سعر صرف الدولار، حيث وصل سعره إلى 33 ألف ليرة سورية عقب تحرير دمشق بيوم واحد، ثم انخفض لاحقاً إلى 14 ألف ليرة سورية، مما أثر بشكل مباشر على حركة الأسواق وعمليات البيع والشراء، حسب عياش.
في قطاع المحروقات، سجلت أسعار البنزين تغيرات جذرية، حيث ارتفع سعر اللتر إلى 38 ألف ليرة سورية، ليتراجع لاحقاً إلى 22 ألف ليرة سورية، وفق ما تحدث به مصدرنا، الذي لفت إلى أن الميزة الجديدة كانت إمكانية التعبئة دون الوقوف في طوابير الانتظار الطويلة.
أما على الصعيد الخدمي، فلا تزال بعض التحديات قائمة، إذ تعاني بعض الأحياء مثل القصور وجنوب الملعب من شح في المياه، بينما يعاني السكان من انقطاع الكهرباء بنظام 5 ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة، على أمل أن تتحسن الظروف الخدمية في قادمات الأيام وانتهاء الجهات المسؤولة من صيانة “العنفات” المسؤولة عن تغذية حماة بالكهرباء.
وعلى الجانب التنظيمي، تبدو الأمور مستقرة نسبياً، حيث تم تعيين محافظ جديد وشرطة داخلية وخارجية للمدينة وريفها، كما يلاحظ التزام الأهالي بالقوانين المحلية، خاصة في المناطق الحساسة مثل ساحة العاصي.
ولفت إلى أن الجانب الأمني على درجة عالية من التنظيم، حيث بتنا لا نشاهد أي مظاهر مسلحة داخل المدينة باستثناء عناصر الشرطة وقوى الأمن التي تنظم المرور وغيرها من الأمور الداخلية، في حين أن عناصر فصائل المعارضة العسكرية ينتشرون على أطراف المدينة، وهو أمر أشاد به جميع الأهالي.
وفي مجال توزيع مادة الخبز، تم تنظيم آلية توزيع مبتكرة تشمل توزيعاً مجانياً عبر سيارات جوالة، مع تحديد سعر الربطة بـ 4000 ليرة سورية، رغم وجود بعض التباين في الأسعار بين فرن وآخر.
وأشار عياش إلى أن من أهم مطالب الأهالي اليوم هو تنظيم عملية توزيع الخبز عبر السيارات الجوالة القادمة من إدلب، وكذلك ضبط أسعار ربطة الخبز في بعض الأفران، حيث يصل سعر الربطة في بعضها إلى 4500 ليرة سورية (12 رغيفاً) رغم أن السعر المحدد هو 4 آلاف ليرة، بينما يصل سعرها لدى المندوب المعتمد إلى 5000 ليرة سورية، وهو أمر يطالب الأهالي بإيجاد الحلول الضابطة له، وفق تعبيره.
وأكد على أن: “المدينة تمر بمرحلة انتقالية معقدة تجمع بين التحديات والآمال، في انتظار مزيد من الاستقرار والتطور في المستقبل القريب”.
يشار إلى أن أهالي مدينة حماة استقبلوا فصائل المعارضة العسكرية السورية بزغاريد الفرح، وكأنها تستعيد أنفاسها بعد عقود من القهر والصمت القسري، حسب وصف كثيرين.
الجدير ذكره، أن المدينة كانت قد خرجت في عام 2011 بمظاهرات مليونية غير مسبوقة، تحمل أحلام الحرية والكرامة، سرعان ما واجهتها آلة القمع الأسدية بطوق أمني خانق أحكمت قبضتها على المدينة وقطعت أوصالها.