تشهد المخيمات الفلسطينية في سوريا حالة من الارتياح والاستقرار الأمني عقب سقوط النظام السوري، وذلك رغم التحديات المعيشية الشبيهة بمعاناة المواطنين السوريين من فقدان السلع وغلاء الأسعار.
وقال فايز أبو عيد، مدير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية لمنصة SY24: “إن حالة الارتياح التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في سورية نابعة من المعاملة الجيدة التي لمسوها من قبل عناصر قوات المعارضة السورية عند دخولهم إلى مخيماتهم، أما على الصعيد المعيشي حالهم كحال المواطنين السوريين بشكل عام، فهم يشكون فقدان السلع وغلاء أسعارها وعدم توفرها مما زاد معاناتهم.”.
وأشار إلى أن قاطنو المخيمات الفلسطينية استقبلوا خبر سقوط النظام السوري وفرار الرئيس المخلوع، بالفرح والارتياح، كونهم ذاقوا وعانوا عاناه الشعب السوري من اضطهاد وقتل واعتقال وتدمير لمخيماتهم، ذلك الشعب الذي يحارب من أجل نيل حرية بلاده يعرف حق المعرفة ما معنى أن تنتصر على الطغاة وتنال حريتك وتشعر بطعمها، حسب تعبيره.
ولفت إلى أنه مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، بدأت معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سورية تطفو على السطح، فانتقلوا من مرحلة الاستقرار المؤقت إلى مرحلة الاضطراب. فمنهم من اضطر للنزوح عدّة مرات، بعدما تعرضت معظم مخيماتهم لدمار واسع نتيجة استهدافها بمختلف أنواع الأسلحة من قصف مدفعي إلى قصف جوي وقصف الهاون، وتفجير السيارات المفخخة، ورصاص القناصة. بالإضافة إلى حصار مشدد من قبل قوات النظام والقوات الرديفة. مما تسبب بأوضاع معيشية مأساوية داخل تلك المخيمات، وفق كلامه.
وتابع: “وما يدلل على ذلك اعتقال أكثر من 3085 معتقلاً بينهم 127 امرأة منذ عام 2011 وحتى بداية شهر تشرين الثاني 2024، من قبل الأجهزة الأمنية السورية. بينهم نساء وأطفال ومسنون. فيما قضى ما يقارب 650 فلسطيني تعذيباً في تلك السجون المقيتة. وتم التعرف على 77 منهم خلال صور (قيصر) المسربة لضحايا التعذيب”.
وزاد قائلاً: “واليوم وبعد مرور خمسة أيام على تبييض السجون وإطلاق سراح المعتقلين. لم نستطع كـ مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية أن نوثق سوى بيانات وأسماء 50 لاجئ فلسطيني نجا من غياهب جحيم تلك الزنازين. ويعني هذا أن هناك ثلاثة آلاف معتقل فلسطيني لا يزال مصيرهم مجهول وغير معلوم”.
من جانب أخر يتطلع اللاجئ الفلسطيني للعيش بأمان وحياة كريمة في سورية ريثما يعود إلى وطنه السليب فلسطين. ويأمل من الحكومة السورية الجديدة ألا تسن قوانين وتشريعات تنتقص من حق الفلسطيني وتضيق عليه، وخاصة أن سورية وشعبها معروف عنه بتعاطفهم وحبهم الفطري لفلسطين. حسب ما قاله أبو عيد.
وأكد أبو عيد على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي قضية إنسانية عادلة. وأن دعمهم واجب على كل الأحرار في العالم إلى حين عودتهم إلى ديارهم في فلسطين. داعياً جميع القوى الحية في العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة له في هذه المرحلة الحاسمة.