تفيد الأخبار الآتية من مدينة دير الزور شرق سوريا، بدخول قوات الأمن العام والدفاع المدني التابعان لإدارة العمليات العسكرية إلى المدينة، محملين بآمال الأهالي وتطلعاتهم في استعادة الأمن والاستقرار.
وجاء هذا التدخل كمحطة فارقة في تاريخ المدينة، حيث رسمت خطوات الرتل مشهداً جديداً من الأمل بعد سنوات من الفوضى والاضطراب، حسب عدد من أبنائها.
وأفاد الناشط عبد المنعم المنبجاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24: “بأن الأهالي في دير الزور استقبلوا القوات بترحيب واسع، متنفسين الصعداء أملاً في نهاية معاناتهم الطويلة”.
وأشار إلى أن “أصوات الأهالي تعالت بمطالب واضحة ومباشرة، كانت أبرز همومهم ضبط الوضع الأمني المتردي، فقد عانت المدينة طويلاً من انتهاكات (اللصوص والعفيشة) الذين عاثوا فساداً في المؤسسات والدوائر والمدارس ونهبوا كل ما أمكنهم نهبه، وحتى المواد الغذائية لم تسلم من عمليات السطو عليها أو نهبها”.
وكان هم الناس واضحاً في المطالبة بملاحقة المجرمين وتجار المخدرات، وسحب السلاح من أشخاص مارسوا الانتهاكات بحق الأهالي، خاصة وأن العديد من المجرمين الذين خرجوا من السجون عادوا لممارسة أنشطتهم الإجرامية مما زاد الطين بلة، حسب وصف المنبجاوي.
وفي السياق، فإن الوضع الخدمي كان هماً آخر بارزاً للأهالي، فقد عانوا كثيراً من انقطاع الكهرباء والمياه وسخروا من المحسوبيات التي جعلت البعض ينعم بالدفء في الشتاء والبرودة في الصيف، بينما يعاني الآخرون من قسوة الظروف، مطالبين في ذات الوقت بأن يكون هناك إنصاف وعدالة في توزيع الخدمات الأساسية على السكان.
ولم يقتصر همهم على الأمن والخدمات فحسب، بل امتد إلى ضرورة ضبط الأسواق ومكافحة الاحتكار، في حين أكد السكان أنه لم يعد لديهم من الغلاء والتلاعب بالأسعار الذي أرهق كاهلهم.
وكان واضحاً أن الأهالي يتطلعون إلى إعادة هيبة الدولة وملاحقة الفاسدين من المدراء والقضاة والمرتشين، مع التأكيد على ضرورة تطهير المؤسسات من كل الفاسدين وتجار الأزمات.
من جهة أخرى، فإن طموح الأهالي لم يتوقف عند حدود مدينة دير الزور، بل دعوا إلى امتداد هذه الجهود إلى القرى والمناطق المجاورة في الريف الشرقي، بهدف استعادة الأمن وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
ووجّه الأهالي رسالة واضحة لفصائل المعارضة العسكرية بأن تتم مصادرة الأسلحة التي سقطت في أيدي المدنيين، مع دعوة مباشرة لمن يرغب في حمل السلاح للانتساب للقوات النظامية، منعاً لتشكل أي مجموعات مسلحة عشوائية.
وأجمع سكان المدينة على أن دخول رتل الأمن العام والدفاع المدني إلى دير الزور يمثل بداية مرحلة جديدة، مرحلة يأمل الجميع أن تكون بداية لعهد جديد من الأمن والاستقرار والعدالة، بعد سنوات من المعاناة والظلم، حسب تعبير كثيرين.
وقبل يومين، أعلنت إدارة العمليات العسكرية سيطرتها الكاملة على مدينة دير الزور بما في ذلك المطار العسكري، وذلك بعد انسحاب قوات النظام والميليشيات الإيرانية من المنطقة.
وأصبحت محافظة دير الزور الآن مقسومة جغرافيا بين ضفتي نهر الفرات، حيث يقع القسم الشرقي المعروف بـ”الجزيرة” تحت سيطرة قسد، بينما القسم الغربي المعروف بـ”الشامية” أصبح بالكامل تحت سيطرة إدارة العمليات العسكرية، ويشمل مدنا رئيسية مثل دير الزور، البوكمال، والميادين.