تهمّ السيدة “ثناء عبد الرحمن” أو ما تعرف بـ “أم محمد” مسرعة كل صباح إلى خيمتها الأخرى، التي اتخذتها مكاناً لتعليم الخياطة والزخرفة والفنون والرسم والتطريز وغيرها، فالخبرات التي تمتلكها “أم محمد” أرادت إيصالها إلى بنات المخيم.
ثناء عبد الرحمن، ولدت في مدينة أريحا بريف إدلب عام 1959، ونشأت في حي جوبر الدمشقي، تقول في حديثها لـ SY24: “كنت مدرّسة في بلدة “قسطون قبل أن أترك التعليم بسبب استشهاد ابني، وخوفي من الذهاب إلى مناطق النظام، نزحنا من ريف حماة إلى منطقة المخيمات، وبسبب حبي للعمل، والنشاط الاجتماعي لمن حولي اقترحت على النساء افتتاح دورات في المخيم”.
وأضافت: “أعجبت النساء في المخيم بفكرة التدريبات والأنشطة وغيرها، وبدأنا في أنشطة الرسم والزخرفة والتطريز، إضافة إلى دورات محو الأمية وغيرها”.
كل الصعوبات التي اعترضت “أم محمد” بدءً من استشهاد ابنها وانقطاعها عن مهنتها “التدريس” وإجبارها على النزوح مع عائلتها، لم تحد من عزيمتها على البدء من جديد، إلا أن ذلك أعطاها دفعة إيجابية وإصراراً على المتابعة.
وقالت “أم محمد” في ختام حديثها لـ SY24: “أشعر بقمة الفرح عندما أرى النساء يستفدن من التدريبات في حياتهن، فهو شعور لا يوصف بالنسبة لي، فمن الضروري أن يبقى لدى الإنسان أملاً بالمستقبل، وألا ينتظر مساعدة من أحد، بل عليه أن يبادر في حياته”.