أكد المستشار الألماني أولاف شولتس في رسالة عبر منصة إكس أن اللاجئين السوريين الذين نجحوا في الاندماج بشكل جيد في المجتمع الألماني سيظلون مرحباً بهم في البلاد.
جاءت هذه التصريحات رداً على دعوات من التيارات اليمينية المتطرفة التي طالبت بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضح شولتس أن أي شخص يعيش ويعمل في ألمانيا بشكل مندمج مع المجتمع “يستحق الترحيب هنا” وأنه يفضل أن يظل كذلك.
كما أشار إلى أن تصريحات بعض الأطراف السياسية مؤخراً تسببت في خلق حالة من الارتباك حول وضع المواطنين السوريين في ألمانيا.
وتحدث شولتس عن تحفظه بشأن النقاشات المستمرة حول عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا. مؤكداً على ضرورة متابعة تطور الأوضاع في سوريا بعناية قبل اتخاذ أي قرارات بهذا الشأن.
وأشار في مقابلة مع قناة “ARD” إلى أهمية دراسة الوضع على الأرض في سوريا لتحديد ما إذا كانت الظروف تسمح للسوريين بالعودة طواعية والمساهمة في إعادة إعمار بلادهم.
وأشار المستشار الألماني إلى أن العودة لن تكون ممكنة إلا في حال توافرت بيئة آمنة قانونياً في سوريا تضمن العيش المشترك بين مختلف الطوائف والأديان. ولفت إلى أن هذا الأمر يتطلب وقتاً وجهوداّ كبيرة من الدول المعنية.
في السياق ذاته، أظهرت دراسة حديثة أن العودة المحتملة للاجئين السوريين قد تتسبب في نقص كبير في العمالة في القطاعات الحيوية داخل ألمانيا. مثل المستشفيات والنقل. وأشار شولتس إلى أن حوالي 5 آلاف طبيب سوري يعملون حالياً في المستشفيات الألمانية. مما يبرز الأثر الكبير لهم في النظام الصحي.
ويعيش في ألمانيا عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين وصلوا بعد عام 2011. ومعظمهم خلال “أزمة الهجرة” في 2015، ومن هؤلاء، هناك من حصل على الجنسية الألمانية. في حين لا يزال الكثير منهم في وضع قانوني غير مستقر ومعرضون للترحيل في ظل التطورات السياسية.
ورغم المناقشات المتزايدة حول ملف اللاجئين. يبقى موقف الحكومة الألمانية من العودة الطوعية للاجئين السوريين محكوماً بمتابعة الأوضاع عن كثب في سوريا. في وقت يشهد فيه العالم تجدد النقاشات حول مستقبل اللاجئين في أوروبا.