تستعد إدارة العمليات العسكرية في سوريا لمهمة إعادة 2400 ضابط وعنصر من قوات نظام الأسد السابق عبر معبر البوكمال الحدودي مع العراق شرقي دير الزور.
وحسب الأنباء المتطابقة، فإن هؤلاء العناصر كانوا قد لجأوا إلى الأراضي العراقية بعد سقوط النظام السابق وخلال معارك السيطرة على البادية السورية ودير الزور.
ووفق مصادر من المنطقة الشرقية، بدأت قوات إدارة العمليات العسكرية في دير الزور استعداداتها للتحرك نحو مدينة البوكمال باتجاه معبر القائم الحدودي.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الاتصالات والوساطات مع السلطات العراقية، حيث من المقرر أن تتم عملية الإدخال في الساعات القادمة.
وفي هذا السياق، أكد نائب قائد العمليات المشتركة في الجيش العراقي، قيس المحمداوي، في تصريحات رسمية لوكالة الأنباء العراقية، على أن العراق تعمل على إعادة الجنود السوريين إلى وطنهم.
وشدد المحمداوي على أن الحدود العراقية السورية مؤمنة بشكل كامل، مع خضوع المنافذ الحدودية لإجراءات أمنية محكمة لضمان الاستقرار، حسب تعبيره.
ويعود تاريخ هذه القضية إلى فترة انهيار نظام الأسد السابق، حيث فر أكثر من 2150 جندياً إلى العراق بعد تخلي كبار الضباط والمسؤولين عنهم.
وقد استجابت السلطات العراقية آنذاك باتخاذ إجراءات عاجلة لاستيعابهم، حيث أصدرت وزارة الدفاع العراقية توجيهات للوحدات العسكرية في محافظة الأنبار الغربية بإقامة معسكر خاص يضم مئات الخيام لإيوائهم.
وبحسب تصريحات قائم مقام قضاء الرطبة، عماد الدليمي، لشبكة “CNN” الأمريكية، فإن هؤلاء الجنود سلموا أنفسهم طواعية للسلطات العراقية خوفاً من عمليات انتقامية محتملة في سوريا بسبب خدمتهم السابقة في نظام الأسد السابق، وفق كلامه.
وفي ظل هذه التطورات، تتعالى أصوات داخل سوريا تدعو إدارة العمليات العسكرية إلى التعامل بحذر شديد مع هذه المجموعة الكبيرة من العسكريين السابقين.
وتتضمن المطالبات عدة إجراءات احترازية أبرزها: إدخال العناصر على دفعات متتالية وليس دفعة واحدة، توزيعهم على مراكز احتجاز في مختلف المناطق السورية، إجراء تحقيقات فردية ودقيقة مع كل عنصر على حدى، اتخاذ تدابير أمنية مشددة خلال عملية إعادتهم.
وكانت بعض المصادر الإعلامية التابعة للنظام السابق، قد حاولت نقل رسالة من العناصر المتواجدين في العراق: “بأنهم يطالبون المسؤولين عن الأمر بتوفير معبر آمن أثناء العودة الى بلدهم كي لا يتعرضوا لأي هجوم أو عرقلة أثناء عودتهم”.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن إدارة العمليات العسكرية التابعة للحكومة المؤقتة تعتزم إجراء تسوية لأوضاع هؤلاء العناصر، وإن لم يتم الكشف بعد عن تفاصيل هذه التسوية أو شروطها.