أعلنت الحكومة المؤقتة عن تغيير إداري مهم في منظمة الهلال الأحمر السوري، حيث أصدرت قرارين إداريين متزامنين يقضيان بتعيين رئيس جديد للمنظمة وإنهاء مهام الرئيس السابق.
وشمل القرار الأول تكليف الدكتور محمد حازم محمد شريف بقله برئاسة منظمة الهلال الأحمر السوري، فيما نص القرار الثاني على إنهاء العمل بالقرار رقم 3590 الصادر بتاريخ 26 كانون الأول 2016، والذي كان قد عيّن خالد بن أحمد توفيق حبوباتي رئيساً للمنظمة.
وحسب مصدر خاص لمنصة SY24، فإن الدكتور “محمد حازم بقله”، الذي ينحدر من حي كفرسوسة في العاصمة دمشق، يتمتع بسجل حافل في العمل الإنساني والطبي، حيث: شغل منصب مدير الخدمات الطبية في منظمة الهلال الأحمر السوري، تولى رئاسة لجنة الصحة والمستوصفات في المنظمة، ولديه خبرة واسعة في إدارة المؤسسات الطبية والإنسانية.
أما بما يتعلق برئيس المنظمة السابق “حبوباتي” الذي أنهيت مهامه، فقد أثيرت حوله عدة قضايا إشكالية، منها: ارتباطه الوثيق بالنظام السابق، توجيه اتهامات له بالتورط في جرائم حرب، تورطه في قضية خطيرة تتعلق بتسهيل استخدام آليات وسيارات الهلال الأحمر من قبل قوات النظام السابق والمليشيات المساندة له للدخول إلى الغوطة الشرقية في عام 2018، وفق المصدر الخاص ذاته.
ويأتي هذا التغيير في إطار إعادة هيكلة المنظمة وتحسين أدائها، كما يهدف إلى تعزيز الشفافية والحيادية في العمل الإنساني، إضافة إلى أنه يمثل خطوة نحو تحييد العمل الإنساني عن التجاذبات السياسية.
وتعقيباً على هذا القرار أيضاً، قالت الباحثة في الشأن السوري، “بتول حديد” لمنصة SY24: “كانت المنظمة قد شهدت خلال السنوات الـ 14 الماضية تحت إدارة حبوباتي انحرافاً عن مبادئ العمل الإنساني الأساسية الأربعة وهي: الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلال، حيث وثقت مصادر عديدة مخالفات خطيرة منها: التواجد بعد العمليات العسكرية مباشرة، المشاركة في عمليات إخلاء السكان من منازلهم، سوء إدارة المساعدات الإنسانية وتخزينها في مستودعات خاصة، إعادة تدوير المساعدات وتوزيعها عبر قنوات غير شرعية وبضوء أخضر من زوجة رأس النظام السابق أسماء الأسد ولصالح مؤسستها (تكامل)”.
وأضافت أن “حبوباتي تعامل مع المؤسسة كباب لتمويل النظام السابق كونه مؤسسة رسمية يتم تمويلها من ifrc، وبشكل مستمر كانت هذه المساعدة تدعم قوات نظام الأسد السابق والحاضنة بشكل مباشر”.
ولفتت إلى أنه خلال الزلزال الماضي استلم الهلال الأحمر معظم المساعدات وأودعها في مستودعات أسماء الأسد، وتحديدا في مستودعات مسار التابعة للأمانة السورية التي تديرها أسماء الأسد”.
وتعد منظمة الهلال الأحمر السوري من أكبر المنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، في حين يمثل هذا التغيير منعطفاً مهماً في مسيرة العمل الإنساني في سوريا، خاصة مع التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا والحاجة المتزايدة للمساعدات الإنسانية والطبية، وفق مراقبين.