أوضاع النازحين في المخيمات تتدهور مع حلول الشتاء

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

لا تزال المخيمات التي تحتضن مئات آلاف النازحين شاهدة على معاناة يومية مستمرة منذ سنوات طويلة، ومع دخول فصل الشتاء، تتفاقم هذه المعاناة بسبب العواصف المطرية والهوائية، وسط غياب شبه تام للدعم الكافي من المنظمات الإنسانية وضعف التغطية الإعلامية، وبينما يحلم النازحون بالعودة إلى منازلهم، يقف دمار البنية التحتية والعوائق الاقتصادية حاجزًا أمام تحقيق هذا الحلم.

الأوضاع الصعبة في المخيمات

تتعرض المخيمات في شمال غرب سوريا للفيضانات نتيجة الأمطار الغزيرة والعواصف، حيث تتسرب المياه إلى الخيام، ما يؤدي إلى تدمير الأمتعة والأثاث وزيادة معاناة الأهالي، خاصة الأطفال والنساء. كما يعاني السكان من نقص مواد التدفئة وارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير.

يقول “أبو حسن”، أحد سكان مخيم قرب مدينة سرمدا الحدودية: “قبل شهر، دمرت العاصفة خيمتنا بالكامل، واضطررنا للبقاء في العراء لساعات تحت المطر قبل أن يساعدنا الجيران، الظروف لا تُحتمل، خاصة مع نقص البطانيات والملابس الشتوية للأطفال”.

نقص في جهود الإغاثة

بعد إسقاط نظام الأسد السابق، تركزت جهود المنظمات الإنسانية على المناطق التي حررتها إدارة العمليات العسكرية خلال معركة ردع العدوان، مما ترك المخيمات تعاني من نقص كبير في المواد الغذائية والطبية. وبسبب ضعف التغطية الإعلامية لهذه الأزمة بات من الصعب إيصال صوت النازحين إلى العالم الخارجي.

تقول “أم مصطفى”، أرملة وأم لأربعة أطفال تعيش في مخيم عشوائي شمال إدلب: إن “المساعدات لم تعد تصل كما كانت سابقًا. وحتى الإعلام لم يعد يسلط الضوء على مأساتنا. ابنتي مريضة منذ أسبوعين، ولم أستطع تأمين علاج لها بسبب غياب العيادات المتنقلة”.

صعوبات العودة إلى المناطق المحررة

على الرغم من تحرير محافظات عدة، إلا أن الدمار الواسع في المنازل والبنية التحتية يجعل عودة النازحين مستحيلة حاليًا. بالإضافة إلى ذلك، تعيق الصعوبات الاقتصادية محاولات النازحين لإعادة بناء حياتهم في المناطق المحررة.

يقول “أبو يوسف”، أحد النازحين المقيمين في مخيمات قرب الحدود السورية التركية: “زرت قريتي المحررة منذ أيام ووجدت منزلي مدمّرًا بالكامل. حتى لو أردت العودة، لا أملك المال لإعادة بنائه، وأطفالي بحاجة لمدارس ورعاية صحية لا يمكنني توفيرها هناك”.

دعوات للدعم وإعادة الإعمار

أكد فريق “منسقو استجابة سوريا” في تقريره أمس. أن آلاف العائلات النازحة في مخيمات الشمال السوري يواجهون نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية، وسط ظروف معيشية قاسية وبنية تحتية ضعيفة.

وأشار التقرير إلى أن الاستجابة الإنسانية تبقى غير كافية رغم النداءات المستمرة لتحسين أوضاع المخيمات. كما أكد أن العائلات النازحة بحاجة إلى استجابة شاملة تتضمن زيادة التمويل وتوفير الدعم اللوجستي لتحسين الظروف المعيشية. إلى جانب الإسراع في خطط إعادة الإعمار وإزالة مخلفات الحرب.

مع استمرار معاناة عشرات الآلاف من العائلات داخل المخيمات. يصبح توفير الدعم المستمر والموارد اللازمة لإعادة البناء أمرًا ملحًا لضمان عودة آمنة ومستدامة للنازحين.

مقالات ذات صلة