بينما تضرب موجات البرد القارس مناطق الشمال السوري، يعيش النازحون في المخيمات أوضاعاً مأساوية تحت خيام مهترئة لا تقيهم قسوة الطقس، تتفاقم المعاناة في ظل نقص الدعم الإنساني وتوقف المنظمات عن توزيع مواد التدفئة، مما يجعل الحاجة إلى المبادرات التطوعية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وفي هذا السياق، انطلقت حملة تدفئة تستهدف آلاف العائلات التي تواجه برد الشتاء، وسط ظروف إنسانية صعبة تتطلب استجابة عاجلة من الجميع.
“فراس منصور” مدير العمليات في فريق الاستجابة الطارئة التطوعي، أكد أن حملة التدفئة التي أطلقتها فرق الاستجابة تهدف إلى تأمين مواد التدفئة لخمسين مخيماً في مناطق مختلفة، منها مخيمات خربة الجوز والمخيمات المحيطة بها، بالإضافة إلى مخيمات منطقة الساحل.
تأتي هذه الحملة بعد توقف معظم المنظمات الإنسانية عن توزيع مواد التدفئة منذ بدء معركة التحرير في 27 نوفمبر الماضي. وسط انخفاض شديد في درجات الحرارة وزيادة معاناة الأهالي الذين يعجزون عن تأمين وسائل التدفئة الأساسية.
الدمار وصعوبة العودة إلى القرى الأصلية
يعاني معظم سكان المخيمات من استحالة العودة إلى مدنهم وقراهم الأصلية نتيجة الدمار الهائل الذي تعرضت له بسبب قصف النظام السابق المستمر. المنازل والبنية التحتية في العديد من المناطق أصبحت غير صالحة للسكن، مما يدفع العائلات إلى البقاء في المخيمات رغم الظروف القاسية. الدمار لا يقتصر على الحجر. بل طال حياة الناس وأحلامهم، وتركهم في مواجهة الشتاء تحت خيام لا توفر لهم الحد الأدنى من الحماية.
دور الحملات التطوعية في دعم الأهالي
تأتي الحملات التطوعية كطوق نجاة للأهالي في ظل غياب الدعم الكافي من المنظمات الدولية. أوضح “فراس منصور” أن فرق الحملة تعمل لليوم الرابع على التوالي للوصول إلى هدفها المتمثل في تأمين مواد التدفئة لـ5000 عائلة.
وأضاف أن المنطقة الجبلية التي تضم هذه المخيمات شديدة البرودة، ويعيش فيها كبار سن وأطفال يحتاجون إلى دعم فوري لتجاوز أشهر الشتاء القاسية. إذ يبذل المتطوعون قصارى جهدهم لتأمين مواد التدفئة.
نداء للمجتمع المحلي والدولي
الوضع الإنساني في المخيمات يتطلب تكاتف الجميع. فأجواء الشتاء القاسية تزداد سوءاً مع تسرب الأمطار إلى داخل الخيام المثقوبة، مما يجعل حياة النازحين أكثر بؤساً.
هذه المأساة اليومية المستمرة حالياً خلال أشهر الشتاء الباردة تستدعي نداءً عاجلاً لأهل الخير والفزعة داخل سوريا وخارجها لتقديم الدعم والمساهمة في تخفيف المعاناة عن آلاف العائلات التي تعيش ظروفاً مأساوية.
إن مشهد الأطفال والمسنين الذين يبحثون عن الدفء وسط جبال قاسية وبرودة لا ترحم هو تذكير بمسؤولية جماعية تجاه السكان النازحين. فالحملات التطوعية ليست فقط مبادرات إغاثية. بل هي بارقة أمل تمنحهم فرصة لتجاوز هذا الشتاء بكرامة. من خلال دعمهم بكل الوسائل الممكنة.