سلّط ناشطون من أبناء الرقة الضوء على ما وصفوها بأنها “ظاهرة مقلقة” تتمثل في قيام بعض المدنيين بقطع أشجار الطرقات العامة في المنطقة الممتدة من قرى السبخة وصولاً إلى قرية البوحمد في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، مما يشكل تهديداً خطيراً للنظام البيئي في المنطقة.
وأشار الناشطون ومن بينهم محمد عثمان، أحد أبناء الرقة، إلى أن خطورة هذه الممارسات تكمن في كونها تستهدف أشجاراً تعد جزءاً أساسياً من النظام البيئي المحلي، حيث تلعب دوراً محورياً في تحسين جودة الهواء وحماية المنطقة من التصحر.
كما أن إزالة هذه الأشجار يؤثر سلباً على صحة السكان المحليين ويعرض التنوع البيولوجي للخطر، حسب تعبيرهم.
وفي ظل تفاقم هذه الظاهرة، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل عاجل من الجهات المعنية لوقف عمليات قطع الأشجار غير المشروعة، وتنفيذ حملات توعية مكثفة لتثقيف السكان المحليين حول الأهمية البيئية للأشجار والآثار السلبية لإزالتها.
وأكد الناشطون على ضرورة تضافر جهود المجتمع المحلي والسلطات المختصة للحفاظ على ما تبقى من الغطاء النباتي في المنطقة، داعين إلى تبني مبادرات لزراعة المزيد من الأشجار بدلاً من تدميرها، وتعزيز الوعي العام بأهمية الحفاظ على البيئة والممتلكات العامة.
يشار إلى أن استمرار هذه الظاهرة دون رادع قد يؤدي إلى تدهور بيئي خطير في المنطقة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة لحماية الثروة الشجرية وضمان استدامة البيئة المحلية، حسب مراقبين.
كما أن هذه الظاهرة تتسبب في معاناة السكان، حيث تؤدي إلى ارتفاع أسعار الحطب بسبب احتكارها، مما يصعب على الكثير من الأسر توفير الوقود للتدفئة في فصل الشتاء، وسط غياب الجهات الرقابية الرادعة.
ومؤخراً، أصدرت الجهات المختصة بريف الرقة تحذيرا للأهالي من مخاطر التعدي على الأراضي الحراجية أو المساس بها، وذلك على خلفية الأضرار الحاصلة بها من قطع للأشجار والتحطيب الجائر.
الجدير ذكره، أن الرقة تحيط بها مساحات خضراء واسعة تشمل غابات المنصورة وهنيدة غربًا، وغابات الكرامة شرقًا، وغابات خنيز وعيون عيسى شمالًا، مما يجعل الحفاظ على المساحات الخضراء داخل المدينة أمرًا ضروريًا للتوازن البيئي والجمالي.