في خطوة غير مسبوقة تعكس تحولات مهمة في المشهد السياسي السوري، قررت الهيئات السياسية والدينية في محافظة السويداء ترشيح السيدة “محسنة المحيثاوي” لتولي منصب محافظ السويداء، بدعم من الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ “حكمت الهجري”، وبتزكية من مديرية الرقابة والتفتيش.
السيدة “محسنة المحيثاوي”، المولودة عام 1970، تحمل شهادة من كلية التجارة والاقتصاد، ولديها خبرة واسعة في العمل الحكومي، حيث شغلت عدة مواقع بارزة في مديرية مالية السويداء منذ تسعينيات القرن الماضي، وكان آخرها رئاسة قسم الخزينة في المديرية قبل استقالتها في مارس 2023 بسبب تفشي الفساد إلى مستويات غير مسبوقة.
كما كانت من بين المشاركين البارزين في مظاهرات ساحة الكرامة بالسويداء منذ انطلاقها في أغسطس 2023، رغم تعرضها للتهديدات والملاحقات الأمنية.
ووفقاً لموقع “السويداء 24”، يعد هذا الترشيح الأول من نوعه لامرأة في منصب محافظ في تاريخ سوريا، وهو ما يمثل تطوراً نوعياً يعكس تقديراً لدور المرأة في إدارة الشأن العام وضماناً للمساواة بين الجنسين.
اختيار السيدة “محسنة” جاء بناءً على سجلها النظيف وخلوه من أي شبهات فساد، فضلاً عن دعمها للعدالة والمساواة خلال المرحلة الانتقالية في سوريا.
أهمية مشاركة المرأة سياسياً
تاريخياً، لعبت المرأة السورية أدواراً مهمة في مختلف المجالات، إلا أن تمثيلها السياسي ظل محدوداً نتيجة التحديات الاجتماعية والسياسية.
تمكين المرأة في المناصب القيادية يعكس تحولاً إيجابياً نحو مجتمع أكثر انفتاحاً وتقدماً، حيث أثبتت النساء في جميع أنحاء العالم أنهن قادرات على تقديم رؤى وحلول مبتكرة للتحديات السياسية والاقتصادية.
خطوة السويداء اليوم تمثل نموذجاً يحتذى به نحو إشراك النساء بشكل فعال في إدارة المرحلة الانتقالية، بما يضمن تحقيق العدالة والمساواة في سوريا المستقبل.
اختيار السيدة “محسنة المحيثاوي” لمنصب محافظ السويداء ليس مجرد حدث محلي، بل هو مؤشر على تحول سياسي واجتماعي في سوريا نحو تعزيز قيم المساواة والتعددية.
هذه الخطوة تحمل رسالة أمل لمستقبل أفضل تكون فيه الكفاءة والنزاهة أساس الترشح للمناصب، بعيداً عن الاعتبارات التقليدية التي أعاقت تقدم المرأة لعقود، والقرار الآن بانتظار الموافقة النهائية من دمشق، ليشكل محطة فارقة في تاريخ سوريا السياسي.