شهدت محافظة درعا السورية خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، اكتشاف ثلاث مقابر جماعية في مناطق متفرقة، كشفت عن مأساة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات المروعة في المنطقة، حسب مراقبين.
وفي المستجدات، أفادت مصادر محلية متطابقة بالعثور على أحدث هذه المقابر في مزرعة تقع في محيط قرية “أم القصور” بالقرب من حاجز قرية “منكت الحطب” سيئ السمعة.
ووفقاً لشهادات أهالي قرية منكت الحطب، تقع المقبرة تحديداً في مقر شركة الفارس على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا وريف دمشق، مما دفع الأهالي لمناشدة فرق الدفاع المدني للتدخل السريع وانتشال الجثث ومحاولة التعرف على هوية الضحايا.
وقبل أيام من هذا الاكتشاف، عثر الأهالي على مقبرة جماعية ثانية في بلدة قرفا بريف درعا، حيث تمكن بعض السكان المحليين من التعرف على جثامين أبنائهم المفقودين، في مشهد إنساني مؤلم يعكس حجم المعاناة التي تعيشها المنطقة، بحسب أهالي المنطقة.
أما المقبرة الجماعية الثالثة، فتم اكتشافها منتصف الشهر الجاري في مزرعة الكويتي الواقعة غرب مدينة إزرع بريف درعا.
وأفادت مصادر متطابقة بأن المزرعة، التي كانت تخضع لسيطرة فرع الأمن العسكري التابع للنظام السابق، استخدمت كمركز للتعذيب والتصفية الجسدية.
وأكدت المصادر أن فرق البحث تمكنت من انتشال ما يزيد عن 20 جثة من مقبرة مزرعة الكويتي، في حين كانت المعلومات الأولية تشير إلى أن بعض الجثث قد تكون مدفونة منذ فترة تتجاوز العشر سنوات، مما يعيد إلى الأذهان الفترة الأكثر دموية من الصراع في المنطقة، حسب خبراء ومحللين.
وتأتي هذه الاكتشافات المتتالية للمقابر الجماعية في درعا لتؤكد حجم الجرائم الممنهجة التي ارتكبت بحق المعتقلين والمدنيين في المنطقة.
وتشير التقديرات إلى أن العديد من المفقودين قد تعرضوا للتصفية الجسدية في مراكز الاعتقال والتعذيب التي كانت منتشرة في المنطقة وعلى رأسها سجن صيدنايا العسكري.
ويواجه أهالي المفقودين في عموم سوريا معاناة مستمرة في البحث عن مصير أبنائهم، حيث تتجدد آمالهم مع كل اكتشاف لمقبرة جماعية في التعرف على رفات ذويهم وإعطائهم حقهم في دفن لائق.
وتؤكد هذه الاكتشافات المتتالية الحاجة الملحة لتوثيق هذه الجرائم وفتح تحقيقات دولية مستقلة لكشف مصير آلاف المفقودين في سوريا.