استئناف الدراسة في سوريا: بين معاناة الماضي وتطلعات الغد

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بعد توقف استمر أكثر من خمسة عشر يومًا، عادت الحياة إلى الجامعات في مختلف المحافظات السورية، لتعيد معها الأمل للطلاب الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر استئناف دراستهم، في ظل هذه العودة، تظهر قصص ملهمة لطلاب تغلبوا على صعوبات كبيرة، لتصبح هذه المرحلة نقطة تحول في حياتهم.

حلم تحقق بعد سنوات من المعاناة

“ما كنت أتخيل يومًا أن أعود لوطني وأكمل تعليمي”، بهذه الكلمات عبّر أحمد، الشاب العائد إلى جامعته بعد انقطاع دام عقدًا كاملًا، كان أحمد طالبًا في جامعة حماة قبل عشر سنوات، لكن الظروف السياسية والممارسات القمعية التي تعرض لها، مثل التدقيق الأمني والابتزاز على الحواجز العسكرية، أجبرته على التخلي عن حلمه، يقول: “كان الطريق إلى الجامعة أشبه بالمخاطرة بحياتي، واضطررت للسفر إلى لبنان لأبدأ حياة جديدة بعيدًا عن التعليم”.

بعد سقوط النظام السابق، عاد أحمد إلى أهله في جبل الزاوية بريف إدلب، بمعنويات عالية لإكمال دراسته، يصف شعوره عندما دخل الجامعة لأول مرة بعد الانقطاع قائلاً: “لم أستطع أن أتمالك دموعي، شعرت وكأني ولدت من جديد، الحلم الذي كنت فاقد الأمل فيه أصبح حقيقة”.

تغيير أسماء الجامعات: خطوة نحو مرحلة جديدة؟

أعلنت الحكومة السورية عن تعديل أسماء بعض الجامعات، حيث تم تغيير اسم “جامعة تشرين” إلى “جامعة اللاذقية”، و”جامعة البعث” إلى “جامعة حمص”، في خطوة اعتبرتها تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وربط المؤسسات التعليمية بمحيطها الجغرافي.

واعتبر الكادر التعليمي والطلاب أن هذا القرار يمثل توجهًا نحو مرحلة جديدة، هبة، طالبة في جامعة اللاذقية، علقت قائلة: “تغيير الأسماء مهم لربط الجامعات بمرحلة جديدة”.

تشوق الطلاب للعودة إلى مقاعد الدراسة

في ظل توقف الدراسة لأكثر من خمسة عشر يومًا بسبب معركة “درع العدوان”، عبّر العديد من الطلاب عن شوقهم للعودة إلى الحياة الجامعية.

هبة، طالبة جامعية في كلية الآداب باللاذقية، تقول: “المقاعد الفارغة كانت تذكرنا بالحرب، واليوم العودة إلى الجامعة تعني أننا نعود للحياة”.

من جهتها، أكدت إدارة الجامعات على وضع خطط تعويضية للطلاب لتدارك فترة الانقطاع، مع تعزيز الأنشطة الاجتماعية والثقافية لتحفيز الطلاب على استئناف تعليمهم بروح جديدة.

قصة أحمد: رسالة أمل لجيل كامل

تعتبر قصة أحمد رسالة أمل لكل الشباب السوريين الذين فقدوا أحلامهم بسبب الظروف، يقول أحمد: “أريد أن أقول لكل شاب وشابة: لا تيأسوا، مهما كانت الصعوبات، الأمل دائمًا موجود”، اليوم، أحمد يخطط للتفوق في دراسته الجامعية والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لوطنه.

تُبرز عودة الطلاب إلى الجامعات السورية قوة الإرادة والتصميم على استعادة الحياة الطبيعية رغم كل التحديات، في الوقت نفسه، يمثل تغيير أسماء الجامعات مرحلة جديدة من التحولات التي تشهدها البلاد، ومع ذلك، فإن معاناة آلاف الطلاب السوريين خلال السنوات الماضية، جراء ملاحقتهم من قبل الأفرع الأمنية وقتل الآلاف من طلاب المدارس والجامعات، تُظهر حجم الثمن الذي دفعته الأجيال لتحقيق حلم التعليم، ويبقى التعليم هو الركيزة الأساسية لإعادة بناء سوريا ومستقبلها.

مقالات ذات صلة