دير الزور.. مدينة تنتظر إعادة إعمار كاملة بعد دمار شامل

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تفيد الأخبار الآتية من مدينة دير الزور بأن نسبة الدمار في المدينة تصل إلى 80%، بل وتتجاوز ذلك في بعض الأحياء لتصل إلى 100%.

وأكد عدد من أبناء دير الزور، على أن مدينتهم تحولت إلى أطلال تحتاج إلى إعادة إعمار كاملة وليس مجرد ترميم جزئي.

وتشير إحصاءات أهالي المدينة إلى أن الدمار طال كل شيء تقريبًا: المساكن، المدارس، الوحدات الصحية، المجمعات التجارية، والبنية التحتية.

ففي حي الحميدية الذي يشبه جاره الشيخ ياسين في مستوى الدمار، عاد بعض السكان بعد وصول الكهرباء وحاولوا إصلاح ما تبقى من منازلهم، لكن هذه المحاولات الفردية لا تكفي لإنقاذ حي كامل من الخراب، بحسب عدد من السكان.

أما في أحياء مثل العرضي والحويقة والرشدية والعمال، فإن الدمار يتجاوز 80%، وفي بعضها يصل إلى 100%.

وحتى مركز المدينة، الذي كان يعج بالحياة تحول إلى ركام، إذ أن الشارع العام من ساحة دوار غسان عبود حتى طاحونة حج رزوق، يشهد على حجم الكارثة، وفق كلام عدد من السكان.

ولا يقتصر الدمار على المدينة نفسها، بل يمتد إلى المناطق المجاورة مثل موحسن والمريعية والبوعمر والميادين والبوكمال بريف دير الزور، حيث تصل نسبة الدمار إلى أكثر من 85%، بحسب تقديرات الأهالي.

ويؤكد السكان على المشكلة لا تكمن في دمار المباني فقط، بل في انهيار البنية التحتية بالكامل، حيث أن شبكات الصرف الصحي والكهرباء والمياه والهاتف الأرضي والإنترنت، دمرت إما بسبب القصف المباشر أو بسبب انهيار المباني عليها، في حن أن الترميم الجزئي لم يعد مجديًا، إذ إنه لن يتحمل الضغط الناتج عن عودة السكان إلى منازلهم.

ويوضح أحد الخبراء المحليين أن إعادة الإعمار تتطلب حفريات ضخمة في الشوارع، مما قد يسبب تخلل التربة وخلخلة أساسات المباني المدمرة حتى لو كانت جزئيًا، ما يزيد من خطر انهيارها وبالتالي يعرض المباني المحيطة والعمال والآليات للخطر.

ويرى أهالي دير الزور أن الحل الوحيد هو إعادة الإعمار الكاملة وليس الترميم الجزئي، يقترحون أن تبدأ العملية بإزالة الأحياء المدمرة بالكامل، على أن تتولى شركات وطنية أو مشتركة بين القطاع الوطني والأجنبي عملية البناء، كما يجب أن يتم ذلك وفقًا للمعايير الهندسية الحديثة مع تجنب المخالفات والبناء العشوائي.

كما يقترح السكان توزيع البيوت الجاهزة على أصحابها بإيجارات معقولة تنتهي بالاستملاك، معتبرين أن هذا الحل يضمن استفادة كل من شركات الإعمار والمواطنين، بدلًا من ترك الأمور للترميم العشوائي أو تحميل المواطنين، الذين أنهكتهم 14 عامًا من الحرب، أعباء إضافية، بحسب كلامهم.

ووسط كل ذلك، ينتظر أهالي دير الزور من المنظمات الإنسانية والإغاثية ومن المجتمع الدولي مد لهم يد العون وإعادة إعمار المدينة التي دمرتها آلة الحرب الأسدية، حسب مراقبين.

مقالات ذات صلة