دور المرأة السورية في المرحلة الانتقالية: مسؤولية وضرورة لبناء مستقبل مستقر

Facebook
WhatsApp
Telegram

تشهد سوريا مرحلة انتقالية حساسة تتطلب من جميع مكونات المجتمع المساهمة في إعادة البناء ورسم ملامح المستقبل، وفي هذا السياق تبرز أهمية الدور المحوري للمرأة السورية، الذي لا يمكن تجاهله أو التقليل من قيمته، ولقد أثبتت النساء السوريات على مدار سنوات الصراع والتحديات قدرتهن على القيادة وتحمل المسؤولية في مختلف المجالات، ما يجعلهن ركيزة أساسية لأي مشروع وطني مستقبلي.

المرأة السورية بين الثورة والاستجابة الإنسانية

لعبت النساء دورًا رياديًا خلال الثورة السورية، حيث كنَّ في مقدمة الصفوف بالمظاهرات السلمية، وشاركن في إدارة المبادرات الشعبية وتوثيق الانتهاكات، ما عزز صمود المجتمع أمام آلة القمع، تقول الناشطة والعاملة في المجال الإنساني السيدة “أحلام الرشيد” إن المرأة برزت  في الاستجابة الإنسانية، حيث أدارت العديد من المشاريع الإغاثية وقدمت الدعم النفسي والاجتماعي، وأسهمت في توفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية في المناطق المتضررة، مما ساعد في استقرار المجتمعات.

وأضافت خلال حديثها إلينا، أنه لا يمكن تحقيق العدالة والاستقرار في سوريا المستقبل دون تمثيل عادل وشامل للمرأة في جميع مستويات صنع القرار، وقالت: “هذا التمثيل لا يعكس فقط حق المرأة الطبيعي، بل يُعتبر ضرورة لبناء مجتمع متوازن وشامل، فإن إشراك المرأة في عمليات التفاوض وإعادة الإعمار يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق المصالحة الوطنية وإرساء قيم المساواة”.

المرأة في قلب العملية الانتقالية

ولفتت “الرشيد” في حديثها إلى ضرورة تمكين المرأة السورية وقالت إنه ليس رفاهية، بل هو حجر الزاوية في بناء سوريا المستقبل، وينبغي أن تُبذل الجهود لضمان حقوق المرأة وتمثيلها كشريكة أساسية في صنع القرار، ما يعزز من فرص تحقيق الاستقرار والازدهار في البلاد مؤكدة أن “سوريا الجديدة لن تُبنى إلا بمشاركة جميع أبنائها وبناتها”.

وعن تطلعات المرأة السورية في المرحلة المقبلة قالت الحقوقية والناشطة الاجتماعية “حلا ابراهيم” في حديثها إلينا: إن “التحديات الكبيرة التي واجهتها المرأة السورية خلال سنوات الثورة والحرب، حيث تسعى لتعزيز مشاركتها الفاعلة في صنع القرار عبر تمثيلها في المناصب القيادية والسياسية، بما يضمن دورها في إعادة بناء الدولة ورسم السياسات الوطنية، كما تركز الجهود على تعديل القوانين التمييزية، خاصة في الأحوال الشخصية والعمل، وضمان حماية قانونية فعالة ضد العنف الأسري وزواج القاصرات”.

إلى جانب ذلك، أشارت إلى ضرورة  رفع مستوى الوعي بحقوق المرأة من خلال حملات تستهدف تغيير الصورة النمطية عنها وتعزيز تقبل المجتمع لمشاركتها في مختلف المجالات، إذ تسهم هذه الجهود في تمكين المرأة لتكون شريكًا أساسيًا في بناء مستقبل سوريا العادل والمتوازن”.

التحديات التي تواجه المرأة في المرحلة الانتقالية

رغم دورها الكبير، تواجه المرأة السورية تحديات اجتماعية وسياسية وأمنية تعرقل مشاركتها الفاعلة، منها التحديات الاجتماعية واستمرار الأنماط الثقافية التي تحد من دور المرأة وغياب الدعم الكافي لإعادة تأهيل النساء المتضررات، فضلاً عن التحديات السياسية التي ضعفت التمثيل النسائي في الهيئات القيادية وغياب الإرادة السياسية لتحقيق المساواة، وهناك تحديات أمنية منها استمرار الانتهاكات ضد النساء وغياب بيئة آمنة تمكنهن من العمل والمشاركة بحرية.

مقالات ذات صلة