أطلق متطوعون من أبناء مدينة دير الزور، حملة للتبرع بالدم بمشاركة مجموعة من الشباب والشابات في المدينة، أعقبها استجابة سريعة من مسؤولي الصحة في المدينة لإنشاء بنك للدم.
وجاءت هذه الحملة التي أطلقها الدكتور الجامعي “محمد فارس”، المسؤول عن نادي الفتوة الاجتماعي، كرد فعل مباشر على الأزمة الإنسانية التي تعيشها المدينة بعد تدمير مركز بنك الدم الوحيد فيها، والذي تعرض للحرق والسرقة عقب انسحاب قوات النظام السابق من المنطقة.
وأطلق فارس هذه المبادرة عبر حسابه الشخصي على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد على الحاجة الملحة لأكياس الدم لإنقاذ حياة المرضى في المستشفيات المتبقية بالمدينة، والتي تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية الأساسية.
وبدون وجود بنك دم يعمل أصبحت حياة العديد من المرضى، بما في ذلك المصابين بأمراض مزمنة والجرحى من النزاعات المسلحة مهددة بشكل كبير، حسب القائمين على المبادرة.
ولاقت الحملة إقبالاً كبيراً من أهالي دير الزور، الذين توافدوا بأعداد كبيرة للمشاركة في التبرع بالدم، مما يعكس وعيهم المجتمعي ورغبتهم في المساهمة في إنقاذ حياة إخوانهم وأخواتهم.
وتعد هذه الحملة الأولى من نوعها في المدينة منذ سقوط نظام الأسد السابق، وهي تأتي كمبادرة محلية خالصة تهدف إلى سد الفراغ الذي خلفه تدمير البنية التحتية الطبية.
كما تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه دير الزور ظروفاً إنسانية صعبة، حيث تعاني من نقص حاد في الخدمات الطبية والبنية التحتية بعد سنوات من الحرب والدمار.
ويأمل القائمون على الحملة أن تكون بداية لسلسلة من المبادرات المجتمعية التي تساهم في إعادة إعمار المدينة وتحسين أوضاعها الإنسانية.
وفي السياق، أعلن مسؤولو الصحة في المدينة عن إحداث مركز مؤقت لبنك الدم في المستشفى العسكري، وذلك بعد الاستجابة الكبيرة التي لاقتها حملة التبرع بالدم التي أطلقها الدكتور الجامعي “محمد فارس” ومجموعة من الشباب والشابات، حسب مصادر متطابقة.
وتم الإعلان عن إنشاء المركز المؤقت لبنك الدم بتنسيق بين مديرية الصحة في المدينة وإدارة المستشفى العسكري، الذين عملوا معاً لتوفير بديل سريع لسد الفراغ الناجم عن تدمير البنية التحتية الطبية.
وتُعَد هذه المبادرة خطوة إيجابية في طريق إعادة تأهيل البنية التحتية الطبية في دير الزور، حيث يأمل القائمون عليها أن تكون بداية لسلسلة من الإجراءات التي تساهم في تحسين الأوضاع الإنسانية والصحية في المدينة.