أزمة إنسانية خانقة.. مدينة منبج بلا خدمات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد مدينة منبج أوضاعًا إنسانية صعبة في ظل تفاقم الأزمات المعيشية والخدمية نتيجة الأعمال العسكرية المستمرة، إذ تعاني المدينة من انقطاع تام للكهرباء والماء، إضافة إلى نقص حاد في مادة الطحين وتوقف العديد من الأفران عن العمل، ما يهدد أمن السكان الغذائي بشكل خطير.

نداء عاجل من الأهالي والإدارة المدنية

أطلقت الإدارة المدنية في منبج نداء استغاثة، مؤكدةً أن المدينة بحاجة ماسة إلى حوالي 400 برميل من مادة المازوت يوميًا لتشغيل الأفران، حيث توقفت معظمها عن العمل بسبب نقص الوقود، ودعت الإدارة إلى تدخل المنظمات الإنسانية بشكل عاجل لسد هذه الاحتياجات وضمان عودة الحياة إلى طبيعتها.

في حديث خاص مع أحد الناشطين المحليين في المنطقة قال: إن “الحالة الإنسانية في المدينة وصلت إلى مرحلة حرجة، هناك أطفال ومرضى الكلى يعانون بسبب توقف المستشفيات عن العمل لنقص الوقود، ويجب على الجميع التحرك لإنقاذ المدينة من الكارثة التي تهددها”.

سد تشرين تحت الخطر

سد تشرين، أحد أبرز المنشآت الحيوية في المنطقة، يعاني من أضرار كبيرة بسبب الأعمال العسكرية، وأكد مهندسون يعملون في المنشأة أن العنفات توقفت عن العمل نتيجة دخول المياه إلى جسم السد ونقص المعدات اللازمة للصيانة، ورغم المحاولات الجارية لإصلاح الأضرار وربط السد بسد الفرات، فإن الوصول إلى السد يتم عبر طريق طويل وغير آمن، مما يعرقل الجهود المبذولة لإعادة تشغيله.

أحد المهندسين في المدينة أوضح أن “المشكلة ليست فقط في الأضرار، بل في عدم تحييد السد عن العمليات العسكرية، مؤكداً الحاجة إلى دعم دولي فوري لإصلاح العنفات وضمان استمرار إمداد المنطقة بالكهرباء”.

الأوضاع الإنسانية في ريف منبج

القرى الجنوبية المحيطة بسد تشرين تعاني من استهداف متكرر بالمدفعية والصواريخ، ما تسبب في نزوح ما يقارب 100 ألف شخص من أكثر من 15 قرية، وأفاد سكان من المنطقة أن انتشار الألغام زاد من صعوبة العودة إلى القرى المتضررة”.

فضلاً عن ذلك تواجه مدينة منبج تحديات إضافية تتمثل في عمليات سرقة ممنهجة للمؤسسات وأملاك المدنيين، وتسبب ذلك في إضعاف دور الإدارة المدنية التي أصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات الأساسية دون دعم خارجي.

وفق ناشطين وأهالي منبج، الوضع في المدينة ينذر بكارثة إنسانية إذا لم يتم التحرك بشكل سريع من قبل المنظمات الدولية والجهات المعنية، الاحتياجات الأساسية للسكان تتفاقم يومًا بعد يوم، بينما تتضرر المنشآت الحيوية التي يعتمد عليها آلاف السكان، فضلا عن ضرورة تحييد المنطقة عن الصراع العسكري وتوفير الوقود والمواد الأساسية التي يشكل خطوة أولى نحو تخفيف معاناة السكان وإعادة الحياة إلى طبيعتها.

مقالات ذات صلة