أدت الاشتباكات بين الجيش الوطني وقوات سوريا الديمقراطية إلى أضرار كبيرة في شبكات الكهرباء التي تغذي محطة المياه الرئيسية في الخفسة. ما أدى إلى خلل في وصول المياه إلى معظم أحياء المدينة.
انقطاع شامل للمياه وارتفاع أسعارها
ذكرت مصادر محلية أنّ انقطاع المياه شمل مختلف أحياء المدينة. وأنّ بعض الأحياء الغربية كـ “حلب الجديدة. والحمدانية” لم تصلها المياه منذ 15 يوماً. ما أجبر ميسوري الحال من الأهالي لشراء المياه بالصهاريج.
عبد الباسط محمود من سكان حي الكلاسة قال إنّ المياه مقطوعة منذ 15 يوماً. وهو ما أجبرني لشراء صهريج مياه بمبلغ 300 ألف ليرة سورية. أي ما يعادل 27 دولار أميركي.
فيما وصل سعر صهريج المياه في حي الشهباء إلى 500 ألف ليرة سورية. أي ما يعادل 35 دولار أميركي. بحسب مصادر أهلية.
مخاطر تهدد عمال محطة المياه
وتشير مصادر مطلعة إلى أنّ عمال محطة المياه يخاطرون بحياتهم من أجل توفير المياه لسكان المدينة. إذ غالباً ما يتعرضون لعمليات قنص. أو إطلاق لقذائف تطال المحطة.
اتهامات باستهداف المحطة بشكل مباشر
وبحسب المصادر فإنّ العمال لم يتمكنوا سوى من تشغيل مضخة واحدة من أصل 3 مضخات. بسبب الاستهدافات المتكررة للمحطة بالقذائف وعمليات القنص.
المحامي والناشط المدني علاء السيد اتهم في منشور عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك” عناصر من “قسد” باستهداف محطة المياه بشكل مباشر. مطالباً الأهالي بـ “التقنين في استخدام المياه”.
دعوات لتحييد المحطة عن الصراع
إلى ذلك طالب الهلال الأحمر السوري بتحييد محطة مياه الخفسة ومحطات ومنشآت المياه والطاقة والبنى التحتية الحيوية في محافظة حلب. ووقف الأعمال العسكرية بالقرب منها. لضمان استمرار ضخ المياه إلى أحياء المدينة. محذراً من وقوع كارثة إنسانية في حال استهدافها قد تؤدي إلى وقف تزويد أكثر من 4 ملايين نسمة بالمياه الصالحة للشرب.
جهود الهلال الأحمر لتخفيف الأزمة
ذكر البيان أنّ الهلال يعمل على تغذية المراكز الحيوية الخدمية (مشافي. أفران. دور عجزة) في المدينة بالمياه الصالحة للشرب عن طريق نقل المياه بالصهاريج بكمية تقديرية 200 متر مكعب يومياً. لتخديم هذه المراكز وضمان استمرار عملها وتقديم خدماتها للمواطنين.
أسباب انقطاع المياه والتحديات الكهربائية
عزا المصدر أسباب تقنين المياه إلى توقف الضخ من المحطات الرئيسية في الخفسة والبابيري بسبب انقطاع التغذية الكهربائية عن المحطات نتيجة الاشتباكات المتصاعدة في المنطقة بين الأطراف المتنازعة.
تضرر خطوط الكهرباء واستمرار الأزمة
وبحسب المصدر فإنّ خروج سد تشرين المغذي بالطاقة الكهربائية للمحطات عن الخدمة. وانقطاع التغذية الكهربائية عن تلك المحطات إضافة الى تضرر جميع الخطوط البديلة المغذية لها نتيجة الاشتباكات المستمرة في المنطقة أيضاً. أدى إلى تدهور واقع المياه في المدينة.
جهود صيانة وتأهيل الخطوط الكهربائية
لفت المصدر إلى التنسيق بين الهلال بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع كافة الجهات المتنازعة على الأرض. والحصول على الموافقات لتأمين وصول آمن لورشات وآليات قسم نقل الطاقة في الشركة العامة للكهرباء في حلب. لإجراء الصيانات على الخطوط البديلة المغذية لمحطات المعالجة والتعقيم في الخفسة والبابيري. ودعمهم عن طريق تقديم التجهيزات والمعدات الأساسية اللازمة لعودة التغذية الكهربائية للمحطات.
وأبدى المصدر مخاوفه من استهداف المحطة خلال الاشتباكات. ما ينذر بكارثة إنسانية كبيرة في المدينة. موضحاً أنّ هناك حلولاً بديلة من أجل تغذية أهالي المدينة. من خلال الاعتماد على الآبار الارتوازية.
تجهيز الآبار كحل بديل مؤقت
وأشار إلى أنّ الهلال بالتعاون مع الصليب الأحمر إضافة إلى مؤسسة المياه يعملون على إعادة تأهيل نحو 15 بئراً ارتوازياً للتغلب على مشكلة المياه. لكنها. بحسب المصدر. غير مجدية ومن الأفضل إبقاء المحطة بعيدة عن دائرة الصراع العسكري الدائر في المنطقة.
إهمال سابق زاد من تعقيد الأزمة
عمل الهلال الأحمر ما قبل عام 2016 على حفر نحو 250 بئراً ارتوازياً للتغلب على مشكلة المياه. بالتعاون مع منظمات دولية. وأمنت لهذه الآبار كافة اللوجستيات من أنابيب ومحطات توليد كهرباء. لكن على ما يبدو الإهمال أو تسلط السُراق من قيادات النظام البائد أدى إلى فقدان تلك التجهيزات. بحسب مصادر متقاطعة.
مطالب بتدخل أممي لتجنب كارثة إنسانية
ويطالب نشطاء ومنظمات إنسانية الأمم المتحدة بالتدخل وتحييد المحطة عن دائرة الصراع. كي لا يحرم سكان مدينة حلب من مياه الشرب. محذرين من الكلفة العالية والمدة الزمنية الطويلة التي من الممكن أن تستغرقها إعادة صيانة وتأهيل المحطة في حال تعرضها لأي استهداف يؤدي لخروجها عن الخدمة.