في خطوة تعكس التقدير المتزايد لدور النساء في قيادة المؤسسات الحيوية، تم تعيين الدكتورة نهى الفيومي مديرةً لمستشفى العيون الجراحي في دمشق، إلى جانب تعيين أربع سيدات أخريات في مناصب حساسة ومؤثرة في سوريا.
تأتي هذه التعيينات لتؤكد أن المرأة السورية قادرة على إحداث فرق كبير في مواقع المسؤولية، خاصة في ظل ما تحمله من كفاءة وإصرار، رغم كل التحديات.
نبذة عن الدكتورة نهى الفيومي
الدكتورة نهى الفيومي، واحدة من أبرز الطبيبات في مجال جراحة العيون، تمتلك اختصاصًا نادرًا في جراحة الغلوكوما الخلقية (المياه الزرقاء) لدى الأطفال، بفضل مهارتها الفريدة وتدريبها المتقدم على يد طبيب مصري مرموق يعمل في سويسرا، تمكنت من إنقاذ مئات الأطفال من خطر العمى المؤكد.
رغم كفاءتها العالية، تعرضت الدكتورة نهى لمحاولات تهميش واتهامات كيدية بسبب رفضها الانخراط في شبكات الفساد والابتزاز المرتبطة بمافيا النظام السابق المخلوع.
أدت هذه المحاولات إلى فصلها من عملها لفترة، مما حرم الأطفال من خبراتها القيمة في أكثر الأوقات حاجة إليها، إلا أن تعيينها اليوم في هذا المنصب هو بمثابة تكريم لجهودها وتأكيد على أن الكفاءة والمهنية يجب أن تكون المعايير الأساسية لتولي المسؤوليات.
دور المرأة السورية في القيادة
تعيين الدكتورة نهى الفيومي إلى جانب شخصيات نسائية أخرى مثل ميساء صابرين حاكمة للبنك المركزي، والدكتورة ديانا الأسمر مديرةً لمستشفى الأطفال، ومحسنة المحيثاوي بمنصب محافظ مدينة السويداء، والدكتورة كندة الشوا مديرةً لمستشفى الأمراض الجلدية بدمشق، يمثل نموذجًا مشرفًا لدور المرأة السورية الرائد في مختلف المجالات.
هذه التعيينات ليست فقط خطوات رمزية، بل هي قرارات استراتيجية تعكس الاعتراف بالمساهمة الفعالة التي يمكن للمرأة تقديمها في إدارة مؤسسات الدولة.
تواصلت مراسلة SY24 مع الدكتور عمار محمد سعيد ميرخان، أحد الأطباء في مستشفى العيون الجراحي بدمشق. للتعليق على القرارات الأخيرة التي شهدت تعيين عدد من السيدات في مناصب قيادية وحساسة.
وأكد الدكتور ميرخان أن هذه التعيينات تمثل خطوة هامة نحو بناء دولة حديثة. مشددًا على أن تحقيق التوازن بين الرجل والمرأة في مواقع المسؤولية يعكس روح التقدم والمساواة التي يحتاجها المجتمع السوري.
وأوضح الدكتور ميرخان أن تعيين السيدات الفاعلات في مناصب مرموقة ليس مجرد صدفة. بل ضرورة ملحة في هذه المرحلة التي تتطلب الاستفادة من كل الطاقات البشرية المتاحة.
وأشار إلى أن السوريين، رجالًا ونساءً، يمتلكون قدرات استثنائية تؤهلهم للنهوض بالمجتمع والمساهمة في إعادة بناء المؤسسات على أسس الكفاءة والعدالة.
كما خص الدكتور ميرخان بالذكر تعيين الدكتورة نهى الفيومي كمديرة لمستشفى العيون الجراحي. مشيدًا بكفاحها الطويل وتميزها في تخصص جراحة الغلوكوما الخلقية للأطفال.
وأكد أنها كانت دائمًا رمزًا للنجاح والتفاني في عملها. ما يجعلها تستحق هذا المنصب عن جدارة. خاصة بعد سنوات من المثابرة والتحدي في وجه الصعوبات.
هذه التعيينات تؤكد أن الكفاءة هي المعيار الأساسي في اختيار القيادات، وتعكس بداية مشجعة لمستقبل يعتمد على الإبداع والجدارة دون تمييز.
أهمية هذه الخطوة
تعكس هذه التعيينات تطورًا هامًا نحو تعزيز مشاركة النساء في صناعة القرار. خاصة في القطاعات الحساسة كالصحة والاقتصاد. فالنساء اللواتي تم اختيارهن أثبتن كفاءتهن وجداراتهن. ما يفتح الباب أمام مزيد من التغييرات الإيجابية في المجتمع السوري.
تعد هذه الخطوة أيضًا رسالة واضحة أن سوريا بحاجة إلى جميع أبنائها وبناتها للنهوض بمؤسساتها. بعيدًا عن الفساد والمحسوبيات التي عرقلت التقدم لسنوات. فالمرأة السورية التي لطالما كانت رمزًا للصمود والإبداع، تستحق أن تكون في مقدمة الصفوف لتساهم في بناء مستقبل أفضل.