الكشف عن مصير المختفين قسراً.. مهمة معقدة أمام الصليب الأحمر

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

اعتبرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، أن معرفة مصير المختفين قسرياً في سوريا يمثل “تحدياً كبيراً” بعد أكثر من 13 عاماً من النزاع المدمر، مشيرةً إلى أن الأمر قد يتطلب سنوات.

وقالت سبولياريتش في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” إنّ “الكشف عن هويات المختفين وإبلاغ عائلاتهم بمصيرهم يمثل تحدياً كبيراً، وسيتطلب وقتاً لفهم حجم المهمة المطروحة أمامنا. ما يمكنني قوله حالياً هو أن المهمة ضخمة”.

وأشارت إلى أنّ الجهود “ستحتاج إلى سنوات لتحقيق الوضوح وتوفير إجابات لكل الأطراف المعنية، مع الإقرار بأن هناك حالات قد تبقى دون تحديد هوية أبداً”.

ويُعد مصير عشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين في سوريا، والمقابر الجماعية التي استخدمها النظام البائد لدفن ضحايا التعذيب، أحد أبرز مظاهر الأزمة السورية التي خلفت أكثر من نصف مليون قتيل منذ عام 2011.

وأُفرج عن الآلاف من السجون بعد الإطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، لكن العديد من السوريين ما زالوا يبحثون عن إجابات حول مصير أحبائهم.

وأكدت سبولياريتش أن منظمتها تعمل حالياً “مع السلطات، والمؤسسات الوطنية المختلفة، والمنظمات غير الحكومية، وبالأخص جمعية الهلال الأحمر، لبناء آليات تتيح رسم صورة أوضح”.

وأضافت أن الجهود تتطلب تعاوناً وثيقاً بين الجهات المحلية والدولية لضمان حصول العائلات على إجابات دقيقة بشأن ذويهم، مشددةً على أن هذا العمل قد يستغرق سنوات بسبب تعقيد القضية واتساع نطاقها.

وكان رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، قد ذكر أن عدد المعتقلين والمختفين قسراً في سوريا وصل إلى 112,414 شخصاً، مشدداً على أهمية الكشف عن مصيرهم.

وأضاف عبد الغني في تصريحات لوكالة “الأناضول” أن النظام السوري كان يقتل المعتقلين المختفين قسراً ويوثق وفاتهم في السجلات المدنية من دون إخطار ذويهم، مما يزيد من معاناة الأسر.

وأكد أن الشبكة توصلت إلى أن 24,200 شخص أُفرج عنهم من مراكز احتجاز النظام بعد سقوط نظام الأسد خلال شهر كانون الأول الماضي.

يبقى الأمل معقوداً على استمرار الجهود الإنسانية والدولية للكشف عن مصير المفقودين، وتحقيق العدالة وجبر الضرر لعائلاتهم، في خطوة نحو طي صفحة من الألم والمعاناة التي خلفتها سنوات حرب النظام البائد على شعبه.

مقالات ذات صلة