أعلنت رئاسة جامعة حلب، يوم الأحد 5 يناير الجاري، عن بدء استقبال طلبات إعادة قيد الطلاب الذين انقطعوا عن دراستهم الجامعية بسبب مشاركتهم في الثورة السورية.
إذ يتيح القرار لهؤلاء الطلاب فرصة استئناف تعليمهم في الجامعات والمعاهد العامة والخاصة، بعد سنوات طويلة من الانقطاع نتيجة الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد.
وأصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عبد المنعم عبد الحافظ، قرارًا يحمل أملًا جديدًا للطلاب المنقطعين عن دراستهم الجامعية منذ اندلاع الثورة في عام 2011، بمنحهم فرصة العودة إلى قيدهم السابق في الجامعات والمعاهد العامة والخاصة، ويهدف القرار إلى إعادة إدماج هؤلاء الطلاب في الحياة الأكاديمية بعد سنوات طويلة من الانقطاع.
شروط وآلية تنفيذ القرار
مراسلة SY24 تواصلت مع الدكتور أسامة رعدون، رئيس اللجنة المكلفة بتسيير أعمال جامعة حلب، الذي أكد أن القرار يشمل جميع الطلاب المنقطعين بسبب الثورة، سواء كانوا منخرطين فيها، أو تعرضوا للفصل أو الملاحقة الأمنية على خلفية مشاركتهم، أو لأي سبب آخر متعلق بالثورة.
ويبدأ استقبال الطلبات اعتبارًا من 5 يناير 2025 وحتى 6 فبراير 2025، حيث يتوجب على الطلاب تقديم طلباتهم عبر نموذج معتمد لدى مجلس التعليم العالي، مع إمكانية تقديم الطلبات من قبل أقاربهم حتى الدرجة الرابعة.
وأضاف أن القرار ينص على إعفاء الطلاب من الرسوم المالية المترتبة خلال فترة الانقطاع، مع الالتزام بدفع الرسوم المقررة في عام العودة.
كما يجب على الطالب تقديم تعهد خطي بعدم التخرج من جامعة أخرى خلال فترة الانقطاع، إلى جانب وثيقة إقامة حديثة.
تحديات وواقع جديد
“محمد مصطفى”، أحد طلاب كلية الحقوق في جامعة حلب، الذين قرروا التقدم بالطلب لإكمال دراستهم، عبّر عن سعادته بهذا القرار، قائلاً: “بعد سنوات من الانقطاع القسري بسبب الظروف الأمنية، أشعر وكأن حياتي تعود إلى مسارها الصحيح، هذه فرصة لإكمال حلمي الذي توقفت عنه منذ سنوات”.
ومع ذلك، يشير محمد إلى التحديات التي قد تواجه الطلاب في إعادة التأقلم مع الحياة الجامعية بعد فترة طويلة من الغياب، خصوصًا مع تغيير المناهج والخطط الدراسية.
أمل جديد رغم المصاعب
أوضحت صبا الحسون، طالبة قسم اللغة الفرنسية في جامعة حلب، كيف أثرت الحرب على مسيرتها التعليمية، قائلة: “كنت أدرس اللغة الفرنسية في جامعة حلب عام 2013، لكن الظروف الأمنية والملاحقات على الحواجز أجبرتني على التوقف، حيث كانت الأوضاع وقتها صعبة للغاية، ولم أتمكن من الاستمرار في الجامعة”.
وأضافت أنه “بعد كل هذه السنين، أصبحت لدي رغبة كبيرة في أن أكمل تعليمي، خصوصًا كوني أمًا لثلاثة أطفال”، وهي تؤمن أن التعليم حق للمرأة ولا يمكن التنازل عنه، واختارت حالياً العودة لدراسة معهد الإعلام، كونه يناسب وضعها أكثر، خصوصًا أن مدة الدراسة عامين بدل الأربعة، حسب قولها.
وأشارت صبا إلى أنه رغم التحديات، تجدد الأمل والإصرار لديها في تحقيق هذه الخطوة، وكي تكون قدوة لأولادها وتثبت أنها أقوى من أي ظرف.
عددٌ كبيرٌ من الطلاب والطالبات، مثلها، تجدد لديهم الأمل في العودة إلى الجامعة وإكمال تحصيلهم العلمي بعد سنوات من الانقطاع بسبب الحرب.
إذ أن القرار يمثل فرصة ذهبية لاستئناف أحلامهم وتحقيق طموحاتهم العلمية والمهنية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم في التوفيق بين متطلبات الحياة اليومية والدراسة.
يُعد هذا القرار خطوة مهمة لإعادة بناء الكوادر الشابة التي عانت من ويلات الحرب والاضطرابات، ورغم الصعوبات التي قد يواجهها الطلاب في تحقيق التكيف مع الواقع الأكاديمي الجديد، فإن القرار يمثل بصيص أمل لمحمد وجميع الطلاب الذين حرموا من استكمال تعليمهم بسبب الظروف السياسية والاجتماعية التي عاشتها البلاد.