توفي الشيخ سارية الرفاعي، عضو المجلس الإسلامي السوري، في مدينة إسطنبول التركية عن عمر يناهز 77 عاماً، بعد تعرضه لجلطة دماغية قبل شهرين، ونعاه نجله عمار عبر صفحته الشخصية على (فيسبوك)، قائلاً: “يومٌ كنتُ أخشاه، الوالد في ذمة الله”.
ولد الشيخ سارية الرفاعي عام 1948، وعُرف منذ بداية الثورة السورية في العام 2011، حيث سعى، مع ثلةٍ من العلماء، إلى وقف حمام الدم في البلاد، اضطر للخروج من دمشق نهاية عام 2012 بعد ضغوط كبيرة، واستقر في تركيا، حيث عانى من ظروف معيشية سيئة، رافضاً كل عروض النظام له.
ظهر الشيخ سارية في مقطع فيديو قبل يومين، وهو في حالة صحية سيئة في أحد مشافي مدينة إسطنبول، وإلى جانبه شقيقه الشيخ أسامة الرفاعي، رئيس المجلس الإسلامي السوري، وهو يدعو له بالشفاء، وذلك قبل سفره إلى العاصمة دمشق.
للشيخ سارية شعبية واسعة وحضورٌ قوي في الوسط السوري عموماً والدمشقي خصوصاً، استطاع عام 2012 أن يغلق معظم محال وأسواق دمشق بعد دعوته الشهيرة للإضراب عقب مجزرة الحولة التي قام بها النظام السوري.
عانى الشيخ سارية وأخوه الشيخ أسامة من قمع النظام السوري منذ عهد حافظ الأسد، حيث تم نفيهما خارج سوريا لمدة 13 عاماً ولم يُسمح لهما بالعودة إلى البلاد إلا في عام 1993.
ويسرد الشيخ سارية في كتابه “مذكرات في زمن الثورة” محاولات نظام الأسد شراءه بالمناصب، كعرض تنصيبه مفتياً لدمشق أو تعيينه وزيراً للأوقاف، أو تقديم مليار ليرة عن طريق جمعية البستان لـ”رجل الأعمال” رامي مخلوف (ابن خال الأسد)، لتوزيعها على فقراء دمشق.
ويشير في كتابه إلى اقتراح النظام عليه تشكيل فصيل عسكري باسم زيد بن ثابت، وأنه بعد الترغيب بدأ الترهيب، حيث قام الأمن بتصفية ابن أخته وبعض أبناء عمومته، وعزله عن الخطابة.
كما أشار إلى أن النظام، قبل الثورة، أبعده عن مشروع “حفظ النعمة” وأقفل قناة الدعوة التي كان يديرها نجله عمار، يعتبر كتابه “مذكرات في زمن الثورة” وثيقة تاريخية لتعامل النظام مع رجال الدين والأساليب التي اتبعها لشراء ذممهم وإجبارهم على الوقوف إلى جانبه ضد الشعب السوري.