أصدرت مديرية المحروقات شرق سوريا قرارًا جديدًا يقضي بإيقاف تفعيل بطاقات مازوت التدفئة الحالية، والبدء بطباعة بطاقات جديدة، مما أثار موجة من الغضب والاستياء بين السكان، خاصةً أولئك الذين يعتمدون على هذه البطاقات لتأمين احتياجاتهم الأساسية من الوقود خلال فصل الشتاء.
ووفقًا للجنة المحروقات في محافظة الحسكة، فإن القرار الجديد سيؤثر على حوالي 4000 بطاقة إحصاء مخصصة للأسر التي تفتقر إلى وثائق هوية رسمية كاملة، مثل الهوية الشخصية أو بطاقة العائلة.
وكانت هذه البطاقات تُستخدم كبديل للأسر التي لا تمتلك الوثائق اللازمة لتلقي مخصصات مازوت التدفئة.
وأوضح مصدر في اللجنة أن عدد البطاقات المفعلة في مدينة الحسكة وريفها بلغ 104.286 بطاقة، تم توزيع مخصصات مازوت التدفئة على 97.274 بطاقة منها، بينما لا يزال التوزيع جاريًا على 7.012 بطاقة أخرى.
ومع القرار الجديد، سيتم إيقاف تفعيل هذه البطاقات حتى يتم طباعة بطاقات جديدة، مما سيؤدي إلى تأخير في استلام المخصصات للعديد من الأسر.
وأعرب السكان عن استيائهم من القرار، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، حيث يعتمد الكثيرون على مخصصات المازوت للتدفئة خلال فصل الشتاء القاسي.
وأكد مراسلنا في المنطقة الشرقية على أن الإدارة الذاتية قد أبلغت الأهالي بأنه سيتم خلال الفترة القادمة طباعة البطاقات الجديدة وتفعيلها، مع توزيع 300 لتر من المازوت لكل بطاقة.
ونقل مراسلنا عن حسين أحمد، أحد سكان القامشلي قوله: “تم توزيع أول دفعة من المخصصات خلال شهري حزيران وتموز الماضيين، حيث استلم بعض الأشخاص حصصهم من المازوت، إلا أن وضع عائلات مثلنا يبقى سيئًا للغاية بسبب تأخر عملية توزيع البطاقات، وقد صدر قرار مؤخرًا بخصوص تفعيل بطاقات جديدة لتوزيع المازوت، لكننا نخشى أن يتأخر التوزيع لفترة طويلة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء”.
وأضاف في حديثه لمنصة SY24: “الأشخاص الذين لم يستلموا البطاقات مجبرون على شراء المازوت بسعر 6000 ليرة سورية بدلًا من السعر المدعوم الذي يبلغ ألف ليرة سورية، وهذا السعر المرتفع يفوق قدرتنا المادية، مما يزيد من معاناة الأهالي في المنطقة”.
وفي سياق متصل، أعلنت مديرية المحروقات في مقاطعة الجزيرة عن تعديلات جديدة في أسعار المحروقات، شملت خفضًا في أسعار بعض أنواع المازوت، بالإضافة إلى تعديل سعر أسطوانة الغاز المنزلي.
وجاءت الأسعار الجديدة على النحو التالي: انخفض سعر لتر المازوت الذي كان يُباع بـ 6,000 ليرة سورية إلى 5,500 ليرة سورية، ولتر المازوت المخصص للقطاع الزراعي، انخفض سعره من 1,650 ليرة سورية إلى 1,350 ليرة سورية للتر الواحد، والمخصص للسير والصناعي، انخفض من 2,350 ليرة سورية إلى 2,000 ليرة سورية للتر.
كما تم تعديل سعر أسطوانة الغاز المنزلي ليصبح 91,000 ليرة سورية، بعد أن كان 113 ألف ليرة سورية.
ويأتي هذا القرار في وقت تعاني فيه العديد من الأسر من صعوبات اقتصادية كبيرة، حيث يعتمد الكثيرون على مخصصات المازوت للتدفئة في ظل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وارتفاع أسعار الوقود في السوق السوداء، وبالتالي، فإن تأخير توزيع المازوت بسبب القرار الجديد قد يزيد من معاناة هذه الأسر، خاصةً في المناطق الريفية والنائية.