أصبحت محافظة إدلب، واجهة مميزة للسياحة الداخلية، بعد الإعلان عن سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بهدف التعرّف على أسواق المحافظة ومجمعاتها التجارية، وشراء الاحتياجات الأساسية من ملابس وأدوات كهربائية أهالي الساحل ودمشق يقصدون إدلب.
وأعلن عن تنظيم رحلات السياحة الداخلية إلى إدلب عبر مجموعات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تغلب عليها الصبغة النسائية، مع اختلاف وجهات القادمين من مختلف المحافظات السورية وبالأخص من منطقتي دمشق والساحل السوري.
ويتضمن برنامج الرحلات في الغالب العام الإطلاق من العاصمة والتوقف في مدينة حمص، ومن ثم الذهاب إلى مطعم في منطقة دركوش لتناول الفطور، ومن ثم الانطلاق إلى المولات في منطقتي سرمدا والدانا لشراء الاحتياجات الضرورية، ويبلغ متوسط سعر الرحلة 200 ألف ليرة عن الشخص الواحد.
انخفاض في الأسعار مقارنة مع باقي المحافظات
يُبدي بعض السياح الجدد القادمين إلى محافظة إدلب، إعجابهم بالتنظيم وانتشار المجمعات التجارية والمطاعم ذات الخدمات والجودة العالية، إذ تُعبر جود الهاجري، القادمة من العاصمة دمشق عن دهشتها بما رأته من تطور في محافظة إدلب، وتقول إنها لم تتوقع أنّ ترى كل هذه المجمعات التجارية في محافظة كانت تعتبر في الماضي من المناطق المنسية في سوريا.
رغم جودة المنتجات المتوفرة في إدلب، إلا أنّ أسعارها تعتبر أرخص، بحسب جود، “هناك فوارق كبيرة على مستوى الأدوات الكهربائية، وتصل في بعض الأحيان إلى مئتي دولار أميركي”، وكذلك سعر وجبات المطاعم التي تعتبر رخيصة مقارنة بنظيرتها في مطاعم دمشق من ناحيتي الجودة والخدمات، حيث لا يتعدى سعر الوجبة الواحدة في مطاعم إدلب 10 دولار في مطعم فاخر، بينما يبلغ سعر نظيرتها في العاصمة نحو 18 دولار أميركي.
زيادة في نسبة مبيعات أصحاب المحال التجارية
يقرّ أصحاب المحال التجارية في محافظة إدلب في أنّ الزوار الجدد أسهموا في رفع نسبة المبيعات إلى حدّ كبير، وخاصة فيما يتعلّق في شقي الألبسة والمطاعم، ويقول محمود العبد صاحب محل لبيع ألبسة الأطفال في مول الجلوم إنّ “نسبة المبيعات ارتفعت بشكل كبير بعد رحيل النظام البائد”.
ويشير العبد إلى أنّ “سقوط النظام فتح الباب واسعاً لعمليات البيع والشراء في المنطقة، بعد حالة من الكساد عاشتها المنطقة لأشهر، بسبب ضعف القوة الشرائية للسكان” الحركة التجارية النشطة تتسبب بارتفاع الأسعار في إدلب.
وتسببت حركة الزوار الجدد بارتفاع أسعار عدد من المواد في المحافظة، بسبب زيادة الطلب عليها. ويقول أحمد جميل إنّ جلّ المواد ارتفعت بسبب الحركة النشطة للزوار الجدد إلى المحافظة. ويشير إلى أنّ الارتفاع شمل أيضاً “أجهزة الموبايل بفارق 30-60 دولار، الغسالات زادات أسعارها بنحو 50 دولار وغيرها من الأدوات الكهربائية”. وأنّ هناك انقطاع في مادة المازوت المحسن، والاستعاضة عنه بالمازوت الأوربي الذي يبلغ سعره نحو 1,20 دولار. إضافة إلى زيادة بنسبة 100% في سعر السيارات الأوربية.
خلال متابعتنا الصحفية لواقع المجمعات التجارية في إدلب، في السنوات الماضية، وتواصلنا مع التجار. كان هناك شكوى دائمة من حركة الركود وغالباً ما كانت تثار الأسئلة حول جدوى تلك المشاريع الكبيرة في بيئة مجتمعية هشة تعاني من انهيار القوة الشرائية. إلا أنّ التفاؤل بمستقبل أفضل للمنطقة لم ينقطع من قبل السلطات المحلية التي كانت تطمئن التجار في أنّ هذه المجمعات محمية من هجمات طيران النظام البائد. وكأن هناك اتفاق غير معلن على تحييدها.
مخاوف من المستقبل
على ما يبدو فإنّ إدلب ستبقى لأشهر قادمة وجهة مفضلة للسوريين الراغبين بالحصول على جلسات ممتعة في مطاعمها والراغبين بالتسوق من متاجرها ومجمعاتها التجارية الفاخرة. وسط مخاوف لدى التجار من انحسار تلك الطفرة وعودة الركود إلى الأسواق في المستقبل.