ادعى قاسم قريشي، نائب رئيس “منظمة حشد المستضعفين” التابعة لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، أن الشعب السوري يعيش حالة قصوى من “الحزن” بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها.
وأعرب قريشي عن توقعاته بأن يشهد قريباً انتفاضة شعبية ضد ما وصفه بـ”الإرهابيين” والقوى الأجنبية التي تسيطر على أجزاء من سوريا، وفق مزاعمه.
جاءت تصريحات قريشي خلال حفل لتكريم الرياضيين الإيرانيين، حيث قال: “نشهد أقصى درجات الحزن والأسى للشعب السوري”.
وتابع: “سوريا، التي كان ينبغي أن تنعم اليوم بالسلام الكامل، أصبحت تحت سيطرة أكثر من خمس جماعات انفصالية وإرهابية، إلى جانب الاحتلال الأميركي والإسرائيلي والتركي”. وأضاف أن الشعب السوري “سينتفض ضد الوضع الحالي”.
وتأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد حاد في الخطاب الإيراني تجاه سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد السابق في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، والذي شكل نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي السوري.
ومنذ ذلك الحين، تصاعدت التصريحات العدائية من مسؤولين إيرانيين تجاه الحكومة المؤقتة في دمشق، والتي تولت السلطة بعد سقوط النظام السابق.
وفي هذا الصدد، قال المعارض الإيراني علي رضا أسد زادة لمنصة SY24: “تأتي هذه التصريحات بعد ذكرى مقتل قاسم سليماني وسقوط نظام الأسد، حيث كانتا ضربتين استراتيجيتين لحكام إيران، الذين كانوا يصفون تدخلهم في سوريا سابقًا بأنه ضرورة للدفاع عن أمن الجمهورية الإسلامية، وبالتالي، فإن سقوط الأسد قد هز هيمنتهم ليس في المنطقة فحسب، بل في عقر دارهم في طهران”.
وأضاف: “من يعيش الحزن والخوف حاليًا هم فعلاً أعضاء الباسيج والحرس الثوري الإيراني، كما كانت حالة الرعب والخوف واضحة في تصريحات علي خامنئي عقب سقوط نظام الأسد في أكثر من مناسبة، حيث يعيش النظام الإيراني أزمة معنوية، استراتيجية وعسكرية، فيما يتعلق بانتصار الثورة السورية”.
وفي مطلع كانون الثاني/يناير الجاري، جدّد المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، تهديداته لسوريا، مؤكداً أن من اعتدى على أرض سوريا سيجبر يوماً ما على التراجع.
كما فرض كبير مستشاريه، علي لاريجاني، شروطاً صارمة للتعامل مع الحكومة المؤقتة في دمشق، مما يعكس استمرار إيران في محاولة فرض نفوذها على المشهد السوري رغم التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد.
الجدير ذكره، أن الحكومة المؤقتة في دمشق تتجاهل تلك الرسائل والتصريحات الصادرة عن مسؤولين وقياديين في النظام الإيراني، باستثناء الرد الذي صدر عن رئيس الحكومة أسعد الشيباني، في 24 كانون الأول/ديسمبر 2024، حيث قال في تغريدة على حسابه في منصة “إكس”: “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة”.
وتشير التصريحات الإيرانية الأخيرة إلى أن طهران لا تزال تعتبر سوريا ساحة حيوية لمصالحها الإستراتيجية في المنطقة، وتستعد لمواجهة أي تغييرات قد تؤثر على نفوذها هناك.