تباين غير مسبوق.. الليرة السورية تشهد ارتفاعاً في السوق السوداء واستقراراً رسمياً لأول مرة منذ سنوات

Facebook
WhatsApp
Telegram

استقر سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، وفقاً لنشرة الأسعار الصادرة عن البنك المركزي، فيما شهدت الأسواق السوداء ارتفاعاً مفاجئاً مقارنة بنشرة أسعار البنك المركزي للمرة الأولى منذ سنوات في مختلف المحافظات السورية.

تأثير العقوبات والإجراءات النقدية

جاء هذا الاستقرار الرسمي عقب إعلان وزارة الخزانة الأميركية عن استثناءات من العقوبات المفروضة على سوريا، بما في ذلك السماح بحوالات مالية عبر البنك المركزي.

أفاد مصدر مطلع على السياسات النقدية في البنك المركزي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، بأن ارتفاع سعر صرف الليرة أمام الدولار في الأسواق الموازية قد يعود إلى قلة السيولة النقدية المتوفرة بالليرة السورية.

وأضاف المصدر أن هذا التطور قد يكون جزءاً من إجراءات متعمدة لجذب الدولارات، من خلال زيادة عرض الدولار في السوق السوداء لإجبار الشركات على التوجه نحو التسعيرة الرسمية.

تحسن سعر الصرف في المحافظات 

ارتفع سعر الصرف في السوق الموازية إلى 11300 ليرة مقابل الدولار بعد أن كان عند 13000 ليرة يوم أمس. أما في محافظة إدلب، فقد سجل 11600 ليرة مبيعاً مقارنة بـ 12200 ليرة يوم أمس.

وعزا المدرس في قسم العلوم المالية والمصرفية في كلية الاقتصاد بجامعة حلب الدكتور حسن حزوري الأسباب إلى عوامل متعددة من أبرزها العرض والطلب وشح السيولة النقدية بالليرة السورية. وأوضح حزوري أن هناك حبساً في التداول بالليرة السورية، حيث لا يقوم المصرف المركزي سوى بشراء كميات محدودة يومياً، ما زاد من الضغط على العملة المحلية.

أثر الطلب والاستهلاك على الاقتصاد

أكد حزوري أن احتياجات المواطنين الأساسية من طعام وشراب وتسوق دفعتهم إلى تصريف مدخراتهم. ما ساهم في زيادة السيولة المتداولة وتنشيط الأسواق.

وأضاف أن الأثر الإيجابي لنجاح الثورة وسقوط نظام الأسد خلق حالة من التفاؤل انعكست على الأداء الاقتصادي العام.

دور العقوبات الأمريكية والتحويلات الخارجية أشار حزوري إلى أن رفع العقوبات الأمريكية جزئياً كان له أثر نفسي إيجابي ساهم في تعزيز الثقة بالسوق المحلي.

كما أدى تدفق المغتربين إلى زيارة أهاليهم، محملين بالدولارات، إلى زيادة حجم السيولة بالدولار. موضحاً أن زيادة الحوالات المالية من الخارج، مع عدم مصادرتها من أي جهة، كان له دور كبير في تعزيز الاستقرار المالي

باحث اقتصادي: من المبكر تحديد الأسباب الحقيقية لتباين سعر الصرف

قال الباحث في مركز عمران، مناف قومان، إنه من المبكر تحديد الأسباب الحقيقية وراء تحسن سعر صرف الليرة. مشيراً إلى أن الفرق بين أسعار الصرف في السوق السوداء والنشرة الرسمية يتطلب توضيحاً من البنك المركزي.

الثقة بالبنك المركزي ومستقبل السوق

أشار قومان إلى أن الأثر الإيجابي لإجراءات المصرف المركزي عزز الثقة بين التجار والمغتربين. متوقعاً أن يلعب البنك المركزي دوراً أكثر فاعلية مقارنة بشركات الحوالات والصرافة التي أثرت بشكل كبير على تسعير الليرة خلال السنوات الماضية.

ورغم التحليلات المتباينة. أكد قومان أنه لا يملك معلومات دقيقة حول تحركات البنك المركزي، الذي لم يُصدر حتى الآن أي بيان رسمي لتوضيح ما حدث.

يبقى الوضع الاقتصادي في سوريا تحت المراقبة في ظل استمرار التباين بين السوق الرسمية والسوداء. وينتظر المواطنون توضيحات رسمية قد تفسر هذا التحسن المفاجئ وسط آمال باستمرار الاستقرار وتحسن الظروف الاقتصادية.

مقالات ذات صلة