أطلق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) تحذيرات جديدة بشأن مخاطر الألغام ومخلفات الحرب غير المنفجرة، التي لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا لحياة المدنيين في المناطق المحررة مؤخراً لاسيما ريفي إدلب وحلب شمال سوريا، تأتي هذه التحذيرات في ظل تسجيل حوادث متكررة ناجمة عن العبث بمخلفات القصف والذخائر أو الدخول إلى المناطق غير المؤمنة.
إرشادات مهمة لتجنب الكارثة
الدفاع المدني دعا الأهالي والعاملين في المجال الإنساني إلى اتباع سلسلة من الإرشادات لتفادي مخاطر الألغام والمخلفات الحربية، وأكد حميد قطيني، متطوع في الدفاع المدني السوري، في مداخلة خاصة لـ SY24، على أهمية الالتزام بالتوجيهات التالية: عدم الدخول إلى أي مكان تعرض للقصف، سواء كان مزرعة أو منزلًا، قبل إبلاغ فرق الدفاع المدني لتأمين المنطقة.
فضلاً عن تجنب الاقتراب من الأجسام الغريبة أو مخلفات القصف والذخائر، وعدم لمسها مطلقًا، مع ضرورة الإبلاغ فورًا عن أي جسم غريب يتم العثور عليه إلى أقرب مركز للدفاع المدني السوري.
إضافة إلى أهمية توعية الأطفال بخطورة مخلفات الحرب وأثرها المدمر مشيراً إلى الالتزام بـ القاعدة الذهبية: لا تقترب، لا تلمس، أبلغ الدفاع المدني.
وأشار قطيني إلى ضرورة الابتعاد عن المناطق التي تحمل دلالات واضحة على وجود خطر محتمل، مثل: الطرق غير المستخدمة، الأراضي التي تغيرت معالمها الطبيعية، جثث الحيوانات النافقة، والآليات العسكرية المدمرة، إضافة إلى تجنب الدخول إلى المباني المهجورة أو التي تعرضت للقصف.
نداء خاص للأهالي
بذات السياق وجه الدفاع المدني نداءً إلى جميع الأهالي لتجنب دخول القرى والبلدات والأراضي التي كانت ضمن خطوط التماس سابقًا، وعدم الاقتراب من المنازل المدمرة أو الطرقات المهجورة، والثكنات والمقرات العسكرية القديمة، والسواتر الترابية والخنادق. كما حذر من لمس أو تحريك أي جسم غريب والإبلاغ عنه فورًا.
جرائم طويلة الأمد بحق السوريين
أوضح الدفاع المدني أن النظام السوري والميليشيات الموالية له تعمدوا زرع الألغام في المناطق الحيوية والممرات التي يتوقع استخدامها من قبل المدنيين، بهدف قتل أكبر عدد ممكن، هذه الجرائم التي وصفها الدفاع المدني بأنها “طويلة الأمد”، لا تزال تودي بحياة الأبرياء وتشكل وجهًا آخر من وجوه الحرب المستمرة ضد الشعب السوري.
وكانت فرق الدفاع المدني السوري قد وثقت من تاريخ 27 تشرين الثاني حتى يوم الأحد 5 كانون الثاني، مقتل 32 مدنياً بينهم 8 أطفال وامرأة، وإصابة 48 مدنياً بينهم 19 طفلاً بجروح منها بليغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام في المناطق السورية في إحصائية غير منتهية.
مع استمرار خطر مخلفات الحرب في سوريا، يشدد الدفاع المدني السوري على أهمية التعاون المجتمعي والالتزام بالإرشادات للحفاظ على الأرواح وتقليل الخسائر، ويبقى الوعي بخطورة الألغام والمخلفات الحربية خطوة أساسية لتجنب المزيد من المآسي في المناطق المحررة.