قتل الفلاح “محمد سعيد العقدة”، البالغ من العمر 50 عامًا، أمس الأربعاء، نتيجة انفجار لغم أرضي أثناء حراثة أرضه الزراعية في قرية حربل شمال حلب.
تعكس هذه الحادثة الخطر المستمر الذي تشكله الألغام المنتشرة بكثافة في مدن وبلدات ريف حلب، خاصة في المناطق التي انسحبت منها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والميليشيات الإيرانية.
وفي حديث خاص لـ SY24، أكد الأستاذ عمر عبدالله، رئيس مجلس قرية حربل، أن الألغام باتت تهدد حياة السكان بشكل مباشر، حيث تنتشر في المنازل والمقابر والأراضي الزراعية.
وأشار إلى وقوع العديد من الإصابات في صفوف أبناء القرية، كان آخرها وفاة “العقدة” أثناء عمله، مضيفًا: “نطالب فرق الدفاع المدني والجهات المعنية بالإسراع في إزالة هذه الألغام التي تعيق عودة الأهالي إلى قريتهم”.
حوادث مأساوية متكررة
تواصل مخلفات الحرب حصد المزيد من الأرواح، إذ شهد يوم الثلاثاء الماضي حادثتين منفصلتين، ففي ريف إدلب الشرقي قُتل وأصيب عدد من المدنيين نتيجة انفجار لغم أرضي في قرية الطلحية.
كما أُصيب أربعة أطفال، أحدهم بجروح خطيرة، بتاريخ 7 كانون الثاني، جراء انفجار قنبلة عنقودية في محيط مزرعة القاسمية قرب قبتان الجبل بريف حلب الغربي.
تشكل الألغام والمتفجرات غير المنفجرة عائقًا أمام استقرار المدنيين، حيث تمنعهم من العودة إلى قراهم ومزارعهم، مما يزيد من الأعباء المعيشية والإنسانية.
كما أنها تقوض أي محاولات لاستعادة الحياة الطبيعية، سواء من خلال استصلاح الأراضي أو استئناف النشاط الزراعي.
دعوات لتكثيف جهود الإزالة
تستمر فرق الدفاع المدني السوري في التحذير من هذه المخاطر، مطالبة بتدخل دولي لإزالة مخلفات الحرب.
وتؤكد الفرق على أهمية تأمين المناطق المتضررة لمنع وقوع المزيد من الإصابات وضمان عودة آمنة للأهالي.
تُظهر هذه الوقائع أهمية العمل السريع على تطهير المناطق الملوثة بالألغام، وإيجاد حلول مستدامة لضمان سلامة السكان واستعادة الحياة الطبيعية في الشمال السوري.