أكدت الأمم المتحدة مواصلة فرقها الطبية حملة التطعيم الواسعة ضد مرض الكوليرا في مخيم الهول شرق سوريا، حيث تم تطعيم أكثر من 14 ألف شخص حتى الآن.
وتأتي هذه الحملة في ظل ظروف صعبة تشمل التهديدات الأمنية وانتشار الشائعات حول هجمات محتملة من قبل عناصر تنظيم داعش، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة ترجمته منصة SY24.
بدأت حملة التطعيم بعد اكتشاف حالات كوليرا في المخيم في أوائل تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث أكدت الفحوصات المخبرية تفشي المرض. دفع ذلك منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى التحرك سريعاً لتطعيم أكبر عدد ممكن من السكان.
وقال خورشيد حسن، مسؤول الصحة والتغذية في اليونيسف: “نجحت الحملة في تطعيم أكثر من 14 ألف شخص، بما في ذلك الأطفال ومقدمو الرعاية”.
وأضاف: “الحملة مستمرة حتى خلال العطلات الموسمية، وفرق التطعيم تبذل جهوداً استثنائية لتقديم هذا العلاج المنقذ للحياة”.
وعلى الرغم من التهديدات الأمنية التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في كانون الأول/ديسمبر 2022، والتي أشارت إلى هجمات محتملة على المخيم، أكدت اليونيسف أن الحملة لم تتوقف.
وأوضح حسن أن الوضع الأمني شهد استقراراً نسبياً، مما سمح للفرق بالوصول إلى السكان وتطعيمهم.
لعبت جهود التوعية دوراً كبيراً في نجاح الحملة، حيث عملت فرق اليونيسف المعنية بتغيير السلوك الاجتماعي والتواصل بشأن المخاطر على تعزيز الثقة بين السكان وتشجيعهم على المشاركة في الحملة.
يعد مخيم الهول واحداً من أكبر المخيمات في سوريا، حيث يضم عشرات الآلاف من النازحين، بمن فيهم أسر مقاتلي تنظيم داعش السابقين. يعيش السكان في ظروف صعبة، مع نقص في الخدمات الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي، مما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض المعدية مثل الكوليرا.
أكدت اليونيسف أن الحملة ستستمر لتطعيم المزيد من السكان، مع التركيز على الأطفال والنساء وكبار السن. كما شددت على الحاجة الملحة لتوفير المزيد من الأدوية والرعاية الصحية الثانوية، خاصة في ظل الصعوبات الأمنية التي تعيق نقل المرضى إلى المستشفيات خارج المخيم.
تعد حملة التطعيم في مخيم الهول مثالاً على الجهود الدولية المستمرة لإنقاذ الأرواح في المناطق الأكثر تضرراً من الصراع.
ومع تطعيم أكثر من 14 ألف شخص حتى الآن، تواصل الفرق الطبية عملها لضمان حماية أكبر عدد ممكن من السكان من هذا المرض القاتل.
وفي أواخر العام الماضي، أعلن نائب المتحدث الرسمي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، ينس لاركي، عن تحديات إنسانية وصحية خطيرة في مخيم الهول السوري، حيث تشكل النساء 37% من الحالات المسجلة بمرض الكوليرا.
وقال لاركي في تصريح خاص لمنصة SY24: “إن 37% من الحالات في مخيم الهول هي من الإناث، وهو ما يتماشى مع التركيبة السكانية لسكان المخيم، حيث تم تسجيل حالة وفاة واحدة فقط بين الحالات”.
وأشار إلى أن نقص التمويل يعيق جهود الاستجابة الإنسانية، إذ لم يتم تأمين سوى 29% من إجمالي 4 مليارات دولار المطلوبة لخطة الاستجابة السنوية.
وأوضح أن هناك حاجة عاجلة لتوفير مبلغ 935 ألف دولار لمواجهة تفشي الكوليرا المحتمل في المخيم، في ظل تحديات تشمل محدودية القدرة على إجراء الفحوصات وتحويل المرضى إلى المستشفيات في منطقة الحسكة.