اختتم الاجتماع العربي الموسع حول سوريا، الذي عُقد في العاصمة السعودية الرياض، بالتأكيد على أهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا لتسهيل تحقيق طموحات الشعب السوري وتعزيز استقراره.
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إنّ استمرار العقوبات يعوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى ضرورة العمل على إزالتها سواء كانت أحادية أو أممية.
دعم عربي متواصل لسوريا
وأكد الوزير السعودي أهمية تقديم كافة أوجه الدعم لسوريا لتحقيق استقرارها وإعادة بناء مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن النقاشات حول الشأن السوري تضمنت مشاركة الأطراف السورية.
كما شدّدت الاجتماعات على أولوية الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية كضمانة لاستعادة سيادتها ووحدة أراضيها.
خطوات إيجابية من الإدارة السورية
وأشاد الأمير فيصل بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة، بما في ذلك تعزيز الحوار مع مختلف المكونات السورية، والالتزام بمكافحة الإرهاب، والشروع في عملية سياسية شاملة، مؤكدًا أنّ مستقبل سوريا يجب أن يكون بيد السوريين أنفسهم، داعياً إلى تضافر الجهود لضمان الانتقال السلمي وتحقيق تطلعات الشعب.
مطالب خليجية ودولية موحدة
من جانبه، دعا أمين عام مجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا كخطوة ضرورية لتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، واعتبر أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً لدعم الاستقرار في سوريا.
مصر: ندعو لأن تكون سوريا خالية من الإرهاب
شددت مصر خلال الاجتماع على ضرورة عدم إيواء أية عناصر إرهابية على الأراضي السورية، ودعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إلى تكاتف المجتمع الدولي للحيلولة دون أن تكون سوريا مصدراً لتهديد الاستقرار في المنطقة أو مركزًا للجماعات الإرهابية.
كما أكد أهمية مشاركة جميع أطياف المجتمع السوري في العملية السياسية وفق القرار 2254.
وزير الخارجية التركي: سوريا تسير في الطريق الصحيح
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال الاجتماع، أن بلاده مستعدة للقيام بدورها من أجل تسهيل “الطريق الصعب” أمام الشعب السوري، معتبراً حضور وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني للاجتماع “لحظة فارقة وتاريخية”.
شدّد فيدان على أن الدول الإقليمية تتحمل المسؤولية الكبرى في توجيه التطورات في سوريا نحو الاتجاه الصحيح، وأن الجهود منصبة للحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها، لافتاً إلى أنّ مؤشرات عودة الحياة إلى طبيعتها في سوريا تزداد قوة كل يوم.
تحديات أمام سوريا
وشهد الاجتماع مناقشات واسعة حول التحديات التي تواجه سوريا، أبرزها ضبط السلاح تحت سيطرة الدولة، وحل الفصائل المسلحة، والإعداد لمؤتمر وطني شامل يمهد لصياغة دستور جديد، والتحضير لإجراء انتخابات ديمقراطية.
خطوة لتعزيز التعاون العربي
شارك في الاجتماع وزراء خارجية دول عربية إلى جانب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في خطوة تُبرز التوجه نحو تعزيز الدعم الإقليمي والدولي لسوريا، خاصة بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
ويتزامن الاجتماع العربي بشأن سوريا مع اجتماع آخر تحتضنه العاصمة السعودية الرياض لوزراء الدول الفاعلة في القارة الأوروبية إلى جانب بريطانيا، وبمشاركة وزير الخارجية السوري لبحث ملف رفع العقوبات.