أكد السيد أحمد الشرع رئيس الإدارة السورية الجديدة في تصريحاته التي عرضها صانع المحتوى جو حطاب دون تحديد تاريخ تصوير المقابلة. أن مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري تتطلب أولويات واضحة وإدارة واعية لتحقيق بناء الدولة على أسس سليمة، بعيداً عن أي ردود فعل متسرعة، مشدداً على أهمية التسامح والتركيز على إعادة إعمار سوريا وتأسيس مؤسسات عادلة تمنع تكرار أخطاء الماضي.
رفض مصطلح “التكويع”
رفض الشرع استخدام مصطلح “التكويع” للإشارة إلى عودة السوريين، مشدداً على أن هذه العودة تعبر عن قناعة حقيقية لدى المواطنين بحقهم في استعادة وطنهم، وليست خضوعاً لأي ضغوط.
وقال إن “هناك ملايين السوريين الذين تأثروا بدعاية النظام الذي عمل لسنوات على تشويه الثورة وتخويف الناس من المستقبل. لكن الحقائق والوقائع أثبتت زيف تلك الدعاية”.
بناء الدولة يحتاج إلى رؤية استراتيجية
أوضح الشرع أن بناء الدولة يتطلب الانتقال من عقلية الثورة، التي كانت مناسبة لإزالة النظام، إلى عقلية الدولة القائمة على التخطيط الاستراتيجي.
وأضاف أن “الثورة جزء من تاريخنا الذي نفتخر به، لكن لا يمكن استحضار عقلية الثورة في بناء دولة.. اليوم نحن بحاجة إلى رؤية استراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى تشمل كافة المجالات، من الاقتصاد والتعليم إلى الصحة والاتصالات”.
أهمية التسامح والعفو
وأشار الشرع إلى أهمية العفو كسياسة انتهجتها الثورة أثناء المعركة لتقليل الدماء والحفاظ على اللحمة المجتمعية، مضيفاً أن المحاسبة يجب أن تتم عبر القانون لا عبر الانتقام الشخصي.
وقال إن “المحاسبة يجب أن تكون عبر القضاء والمحاكم، لضمان حقوق الجميع، سواء الضحية أو حتى الجاني. لأننا إذا لجأنا للانتقام تحولنا إلى شريعة الغاب. العفو كان خياراً إيجابياً قلل من الدماء وأعطى فرصة للناس للعودة إلى حياتهم الطبيعية”.
الأولوية لبناء المؤسسات
أكد الشرع أن الأولوية اليوم ليست للمطالبات الفردية، بل لتأسيس مؤسسات قوية تحقق العدالة وتعيد الثقة بين السوريين.
وأضاف أنه “علينا أن نبني دولة تضمن عدم تكرار الجرائم السابقة. هذا البناء يجب أن يركز على تعزيز التعليم، تحسين البنية الاقتصادية، وإعادة هيكلة النظام الصحي، مع وضع خطط متكاملة للنهوض بسوريا”.
دعوة للتكاتف والمضي قدماً
اختتم الشرع بالقول: إن “سوريا اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء مجتمعها ودولتها”. داعياً الجميع إلى التكاتف والتخلي عن الخلافات الشخصية لتحقيق هذا الهدف. مؤكداً أن النجاح يعتمد على تبني رؤية واضحة تستند إلى العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان.