دعوات عاجلة لإنشاء مراكز لعلاج الإدمان.. آفة تحتاج لحلول جذرية

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في ظل تفاقم أزمة المخدرات في سوريا، خاصة في مناطق مثل دير الزور والرقة شرق سوريا، تتصاعد الدعوات من أهالي المناطق المتضررة ومن الخبراء الطبيين والحقوقيين لإنشاء مراكز متخصصة لعلاج الإدمان وإعادة تأهيل الشباب الذين وقعوا ضحية هذه الآفة.

وتأتي هذه المطالب في وقت يعاني فيه المجتمع السوري من آثار سنوات الحرب والصراع، والتي أدت إلى انتشار تجارة المخدرات خاصة “الكبتاغون” بشكل كبير.

أبناء ضحايا الإدمان

يقول أحد الأهالي من دير الزور “لقد عانى أبناؤنا كثيرًا بسبب النظام البائد وميليشيات إيران وحزب الله، التي استغلت الظروف الصعبة لنشر تجارة المخدرات. والكثير من الشباب تورطوا في تعاطي هذه السموم دون وعي، وباتوا بحاجة ماسة إلى علاج وإعادة تأهيل”.

وأضاف “نأمل من القيادة العامة التركيز في الفترة الحالية على إنشاء مراكز ومشافٍ لعلاج الإدمان، مع ضمان عدم ملاحقة المدمنين قانونيًا في حال رغبتهم بتلقي العلاج”.

كما طالب الأهالي بتنظيم محاضرات توعوية يلقيها أطباء وحقوقيون لشرح آثار المخدرات وسلبياتها. ونشر الوعي بين الشباب والفتيات لتحصينهم من الوقوع في براثن الإدمان.

مركز الأمل.. نموذج يحتذى به

من جهته، أكد الدكتور فراس الفهد، أحد الأطباء العاملين في مركز الأمل لعلاج الإدمان والأمراض النفسية في الرقة، أن فتح مراكز ومشافٍ لعلاج الإدمان هو مطلب ملح وأساسي.

وقال في حديثه لمنصة SY24: “للأسف، لا توجد إحصائيات دقيقة لأعداد المدمنين بسبب ظروف الحرب. لكن في المنطقة الشرقية تُعتبر النسبة أعلى مقارنة بالمناطق السورية الأخرى”.

وأشار الدكتور الفهد إلى أن مركز الأمل يعد الأول من نوعه كمركز مرخّص ومصح متكامل يتوافق مع بروتوكولات طبية دولية. وقد تعافى 170 مريضًا من مناطق مختلفة مثل القامشلي، الحسكة، دير الزور، منبج، الرقة، والطبقة”.

يشار إلى أنه ومنذ مطلع العام الجاري، تم تنفيذ العديد من المبادرات التوعوية في الرقة وشرق سوريا للتنبيه إلى مخاطر الإدمان.

ونظّم مركز الرقة ضمن مشروع “تنمية مهارات اليافعين والشباب” فعالية تحت عنوان “نهتم لأمرك لما لا تهتم لذاتك”.

كما أطلق ناشطون حملة واسعة تحت شعار “لا للمخدرات”، والتي تهدف إلى مكافحة انتشار هذه الآفة المدمرة التي باتت تهدد مستقبل الشباب والمجتمع.

أزمة تحتاج إلى حلول عاجلة

وفي هذا السياق، أكد الدكتور مأمون سيد عيسى، أحد الأطباء في الشمال السوري، أن تحديد نسبة المدمنين في سوريا يعد أمرًا صعبًا بسبب الطبيعة السرية لهذه الآفة، والتي تُعتبر وصمة اجتماعية.

وقال: “أعتقد أن النسبة مرتفعة، خاصة مع انتشار الإقبال على المسكنات الأفيونية التي تُستخدم لعلاج الآلام الحادة، والتي قد تؤدي لاحقًا إلى الإدمان”.

وحذّر الدكتور عيسى من خطورة تحول المدمنين إلى مجرمين. قائلًا: “في حال عجز المدمن عن تأمين الأموال اللازمة لشراء المخدرات، قد يلجأ إلى ارتكاب جرائم، بما في ذلك إيذاء أقرب الناس إليه”.

حلول شاملة لمكافحة الإدمان

ودعا الدكتور فراس الفهد الحكومة الجديدة إلى التركيز على عدة إجراءات لمكافحة آفة المخدرات. منها: تجفيف منابع المخدرات، فرض عقوبات رادعة على تجار المخدرات لتقليل انتشار هذه الآفة، نشر الوعي المجتمعي عبر المدارس والندوات التثقيفية، خلق فرص عمل للشباب، إلغاء التجنيد الإجباري.

أمل في مستقبل أفضل

وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، تبقى أزمة المخدرات واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع.

ومع تزايد الدعوات لإنشاء مراكز علاجية متخصصة، يبقى الأمل في أن تتخذ الحكومة المؤقتة خطوات جادة لمواجهة هذه الآفة. وتقديم الدعم اللازم للشباب الذين وقعوا ضحايا لها، وإعادة تأهيلهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع.

يذكر أنه في آب/أغسطس 2024، دعا فريق منسقو استجابة سوريا إلى توسيع العيادات النفسية وزيادة عدد المصحات لعلاج الإدمان. مع تفعيل آليات الإبلاغ عن المروجين والحالات المحتملة، نظراً لانتشار المخدرات وخطورة تأثيرها على الوعي ومخاطر الانتحار.

مقالات ذات صلة