استأنف محلج العاصي في محافظة حماة عمليات حلج الأقطان الواردة من محافظتي دير الزور والرقة، بعد توقف دام فترة بسبب العراقيل التي فرضها النظام السابق.
وأفاد مدير المحلج، المهندس ياسر حلبية، بأنه تم استلام 8030 طناً من الأقطان خلال الموسم الحالي من فلاحي المحافظتين المذكورتين.
وأضاف حلبية أن المحلج أنجز حتى الآن حلج نحو 1100 طن من الأقطان، نتج عنها 416 طناً من بالات القطن المحلوج، و615 طناً من البذور الصناعية، بالإضافة إلى مخلفات ثانوية وأتربة.
وأشار إلى أن المحلج يعمل حالياً بوردية واحدة صباحية، مع إمكانية زيادة العمل إلى وردية ثانية في حال الحاجة، خاصة مع توفر العمالة وتمتع المحلج بخط كهربائي معفى من التقنين.
الجدير ذكره، أن محلج حماة مخصص للأقطان الواردة من محافظتي دير الزور الرقة، بينما أقطان محافظة حماة يقوم باستلامها محلج محردة بريف حماة.
وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر 2024، اشتكى رئيس العمل من الضغط الحاصل وتأخر عمليات الإفراغ، مرجعا السبب إلى قلة اليد العاملة من الشباب والاعتماد على الموظفين من كبار السن.
كما اشتكى السائقون حينها من تأخر عمليات إفراغ السيارات ومن تأخر حصولهم على الأجور والمستحقات، مشيرين إلى أن إدارة المحلج تحمل المسؤولية في تأخر عمليات التفريغ لفئة “العتالة”.
يُذكر أن محلج العاصي هو الوحيد في محافظة حماة الذي ما زال يقوم بعمليات الحلج من بين أربعة محالج كانت تعمل سابقاً في المحافظة.
يشار إلى أنه في نهاية عام 2023، أعلن عن توقف عدد من محالج القطن عن العمل في سوريا، نتيجة التراجع المستمر في إنتاج القطن مما أدى أيضًا إلى توقف إنتاج زيوت بذور القطن.
كما توقف محلج “الفداء” في حماة ومحلج “الوليد” في حمص عن العمل خلال العامين 2021 و2022، وذلك بسبب الانخفاض الكبير في كميات القطن الواردة من محافظات الشمال والشمال الشرقي للبلاد.
وأوضح حينها أسامة كيالي، مدير محلج الفداء، أن المحلج توقف عن العمل منذ العام الماضي، إلى جانب محلج الوليد، بسبب “ضعف تسويق القطن”، مما دفع المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان إلى إيقاف تشغيلهما لتقليل التكاليف.
وأشار كيالي إلى أن الكميات التي يتم توريدها من المحافظات الشرقية تكفي فقط لتشغيل محلجي “تشرين” في حلب و”العاصي” في حماة لفترة محدودة جدًا.
وتوقع أن يستمر توقف محلج الفداء عن العمل خلال العام 2024 أيضًا، موضحًا أن الأقطان التي استلمها محلج “العاصي” في حماة جاءت فقط من منطقة السبخة في محافظة الرقة ومنطقة “معدان” الواقعة بين ريفي الرقة ودير الزور.
وفي عام 2011، بلغ إنتاج سوريا من القطن أكثر من مليون طن، ومع ذلك، شهد هذا الإنتاج انخفاضًا حادًا فيما بعد نتيجة القصف والحملة العسكرية التي شنها النظام السابق على المناطق الرئيسية لزراعة القطن، بالإضافة إلى انخفاض مستوى مياه نهر الفرات وزيادة فترات انقطاع الكهرباء ونقص إمدادات الوقود.