نفذت طائرات حربية “يُرجح أنها أردنية” فجر اليوم الثلاثاء غارتين جويتين استهدفتا قرية الشعاب في بادية محافظة السويداء جنوبي سوريا، وذلك في إطار عمليات مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية الأردنية.
ووفقًا لمصادر محلية، استهدفت الغارتان منزلين في القرية، أحدهما يعود إلى “جهاد السعيد”، وهو من عشائر المنطقة ومتّهم بتجارة وتهريب المخدرات والأسلحة بين سوريا والأردن.
كما استهدفت الغارة الثانية منزلًا آخر مجاورًا يعود إلى “أيمن الرمثان”، وهو أيضًا من المشتبه بهم في عمليات التهريب.
وأشارت المصادر إلى أن الضربات الجوية ركزت على (حظائر) أغنام قريبة من المنزلين، مما تسبب في نفوق عدد من رؤوس الماشية وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات، كما أُصيب شخص بجروح طفيفة، دون تسجيل أي ضحايا بشرية حتى الآن.
وقالت راقية الشاعر، من سكان السويداء، لمنصة SY24: “إن استهداف سلاح الجو الأردني لأوكار تجار المخدرات ليس الأول من نوعه خلال العام الماضي، لكنه الأول لهذا العام”.
وأضافت: “بعد سقوط نظام الأسد السابق ودخول البلاد في فوضى كبيرة، عادت تجارة المخدرات لمزاولة نشاطها مجددًا، وأصبحت المنطقة الحدودية منطقة مفتوحة من الجانب السوري. يبدو أن هذا الأمر سبّب مشاكل للجانب الأردني، وبالتالي قد ينعكس على دول الخليج”.
وأشارت إلى أن الأردن اتخذت قرارها بمعالجة الأمر بنفسها، وكانت هذه الطلعة الأولى لهذا العام، حيث استهدفت منزلًا ومزرعة يُقال إنهما يُستخدمان كمركز لتصنيع المخدرات. وأعربت عن توقعاتها بازدياد الطلعات الجوية ضد تجار ومهربي المخدرات بريف السويداء، وخصوصًا في قرية “الشعاب”.
يُذكر أن قرية الشعاب، الواقعة شمالي الحدود السورية الأردنية، تُعد معقلًا لعشيرتي الرمثان والسعيد. وقد شهدت خلال العامين الماضيين سلسلة غارات جوية أردنية مماثلة استهدفت متهمين بتهريب المخدرات، من بينهم “مرعي رويشد الرمثان”، الذي قُتل مع زوجته وخمسة من أطفاله في غارة جوية عام 2023.
وقال المحلل العسكري، العقيد إسماعيل أيوب، لمنصة SY24: “من المؤكد أن هاتين المنطقتين تُستخدمان لتهريب المخدرات، وكانتا مرتبطتين بماهر الأسد وجماعة حزب الله والميليشيات الداعمة لها. ومع ضعف وضع الدولة الجديد، من الممكن أن يستعيد تجار المخدرات نشاطهم على الحدود السورية الأردنية”.
وأضاف: “في العام الماضي، كان خطاب الحكومة الأردنية قويًا جدًا، حيث أكدت أن أي معلومات عن تاجر مخدرات يقوم بالتهريب إلى الأردن ستؤدي إلى استهدافه”.
وأشار إلى أنه سواء أعلنت الأردن عن الضربة الجوية أم لم تُعلن، فإن هؤلاء المهربين يجب قتلهم أو اعتقالهم. لكن للأسف، هناك ضحايا من المدنيين، بما في ذلك نساؤهم وأطفالهم، نظرًا لأن تجارتهم ومخازنهم تكون بين منازل المدنيين، ما يؤدي إلى سقوط قتلى من النساء والأطفال”.
وأعرب عن اعتقاده باستمرار التواصل بين تجار المخدرات داخل سوريا ونظرائهم على الطرف الآخر (الجانب الأردني)، مع محاولات مستمرة لإيصال الشحنات إلى الأردن. وأوضح أن قوات حرس الحدود الأردنية تمتلك وسائل استطلاع متطورة قادرة على تعقب مهربي المخدرات ومعرفة أماكنهم، وبالتالي فإن هذه الضربات لم تكن عشوائية أو اعتباطية، حسب تعبيره.
وتأتي هذه العملية بعد يومين فقط من اشتباكات عنيفة بين قوات حرس الحدود الأردنية ومجموعات مسلحة من المهربين حاولت التسلل إلى الأراضي الأردنية عبر المنطقة العسكرية الشرقية.
وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل أحد المهربين وإصابة ضابط من حرس الحدود، وفقًا لوكالة الأنباء الأردنية “بترا”.
وتواصل السلطات الأردنية تعزيز جهودها لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود مع سوريا، التي تشهد تصاعدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث تُعد السويداء إحدى المناطق الرئيسية لانطلاق عمليات التهريب نحو الأردن.