أعلنت تركيا وسوريا عن مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية تشمل التعاون المشترك في الضغط لرفع العقوبات وتعزيز وحدة سورية، إضافة إلى التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده، مساء اليوم الأربعاء، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره السوري أسعد الشيباني في العاصمة التركية أنقرة.
واتفق الطرفان على الإعلان عن خطوات مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ودعم الاستقرار في سوريا بعد سنوات من الحرب والأزمات.
وجاء المؤتمر الصحفي بعد سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى بين الوفد السوري والقيادة التركية، بما في ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال المؤتمر الصحفي، أن تركيا تدعم بشكل قوي الشعب السوري وتسعى لتعزيز التعاون مع الحكومة السورية الجديدة.
وقال فيدان: “حان الوقت لكل المجموعات الدينية والعرقية والمذهبية في سوريا أن تحتضن بعضها البعض”، مشيرًا إلى أهمية الوحدة الوطنية في بناء سوريا المستقبل.
وأعلن فيدان عن إعادة افتتاح القنصلية التركية في حلب، والتي ستبدأ عملها رسميًا في 20 كانون الثاني/يناير الجاري، كخطوة رمزية تعكس تحسن العلاقات بين البلدين.
وأضاف: “عبّر رئيس جمهوريتنا للوفد السوري عن دعمنا الراسخ للشعب السوري، ونحن نؤمن بأن المجتمع الدولي يجب أن يضطلع بمسؤوليته في مساعدة الشعب السوري”.
وشدد فيدان على ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، قائلًا: “يجب أن نرى سوريا كساحة للتعاون وليس للمنافسة”، مؤكدًا أن تركيا ستساعد الحكومة السورية الجديدة في محاربة التنظيمات الإرهابية، ولن تسمح بتقسيم الأراضي السورية.
كما عرض فيدان تقديم الدعم العملياتي لسوريا في مكافحة تنظيم “داعش”، مستندًا إلى الخبرة التركية الواسعة في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون الدولي في هذا المجال.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن سوريا تعمل على بناء “سوريا الجديدة” التي تحقق مطالب الشعب السوري، وتعيد البلاد إلى دورها الفاعل في المنطقة.
وقال الشيباني: “نعمل على لملمة جراح الشعب السوري لبناء وطن واحد، ولن نقبل بتقسيم سوريا”.
وأعرب الشيباني عن استعداد سوريا لبناء علاقات صداقة مع تركيا، مشيرًا إلى أن بلاده لن تسمح باستخدام أراضيها لتهديد الدول المجاورة.
وأضاف “نحن على استعداد للعمل مع جميع الأطراف العربية والدولية لبناء سوريا المستقبل، التي تحترم جميع أبنائها”.
وكان الوفد السوري، الذي يضم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات أنس خطاب، قد وصل إلى أنقرة في وقت سابق اليوم، حيث التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان، بالإضافة إلى لقاءات مع وزير الدفاع التركي يشار غولر ورئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن.
