صعوبات التنقل عبر نهر الفرات تفاقم معاناة سكان دير الزور وريفها

Facebook
WhatsApp
Telegram
صعوبات التنقل عبر نهر الفرات تفاقم معاناة سكان دير الزور وريفها

خاص - SY24

يعاني سكان مدينة دير الزور وريفها من أزمة متفاقمة في التنقل بين ضفتي نهر الفرات، خاصة بعد توقف الجسر الترابي الوحيد عن العمل منذ استهدافه العام الماضي. يمثل الجسر شريان حياة رئيسيًا للسكان، حيث يعتمدون عليه للوصول إلى المدارس، وأماكن العمل، والمرافق الحيوية.


بررت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تعطيل الجسر بضرورات أمنية، وأكدت في بيان صدر في ديسمبر الماضي التزامها بإصلاحه فور زوال المخاطر، إلا أن هذا لم يتحقق حتى الآن، مما فاقم من أعباء الأهالي وزاد من معاناتهم اليومية.
شهادات من الواقع


قال الطالب صالح الجلال من بلدة حطلة شرق الفرات إن تكلفة التنقل اليومية لحضور دروسه في دير الزور تصل إلى 50 ألف ليرة سورية، ما اضطره إلى تقليل عدد أيام ذهابه إلى المدينة، مما أثر سلبًا على مسيرته التعليمية. بدورها، عبّرت المعلمة صباح الجاسم، المقيمة في بلدة الحسينية شرق الفرات وتعمل في مدينة دير الزور، عن استيائها من ارتفاع تكاليف العبور وصعوبة التنقل، داعية إلى حلول عاجلة لتخفيف معاناة السكان، لا سيما مع تأثير الأزمة على العملية التعليمية بشكل ملحوظ.
نهر الفرات، الذي كان لعقود طويلة رمزًا للحياة والاتصال بين ضفتيه، تحول في السنوات الأخيرة إلى عائق كبير بسبب تدمير الجسور الرئيسية خلال النزاع السوري.

صعوبات التنقل عبر نهر الفرات تفاقم معاناة سكان دير الزور وريفها
ومع غياب البدائل المناسبة، تفاقمت الأزمة وتوقفت مشاريع إعادة التأهيل، مما أجبر السكان على الاعتماد على العبارات والسفن التي تتسم بتكاليفها الباهظة ومخاطرها اليومية، خصوصًا خلال فصل الشتاء وارتفاع منسوب المياه.
الحلول المطروحة والتوصيات
بالرغم من بدء بعض الجهات المحلية بترميم الجزء الترابي المتضرر من الجسر، فإن هذه الجهود تبقى محدودة ولا تلبي احتياجات السكان المتزايدة. ويتطلب الوضع تدخلًا أكبر من قبل الجهات المعنية، سواء من الإدارة المحلية أو المنظمات الإنسانية، لتأمين حلول دائمة ومستدامة.


تشمل الحلول الممكنة إعادة تأهيل الجسر الترابي بالكامل، بناء جسر جديد، تحسين خدمات العبارات المائية مع تخفيض تكاليفها لتكون في متناول الجميع، وتوفير وسائل نقل مجانية للطلاب والمعلمين لتسهيل وصولهم إلى المدارس.
الخلفية التاريخية للجسور
يُذكر أن نهر الفرات في دير الزور كان يضم خمسة جسور رئيسية تربط بين ضفتيه، الشامية والجزيرة، وهي: الجسر المعلق، جسر السياسية، جسر العشارة، جسر الميادين، وجسر البوكمال. تعرضت هذه الجسور للتدمير خلال سنوات الحرب، حيث دمر التحالف الدولي معظمها بهدف عرقلة تحركات تنظيم الدولة الإسلامية، فيما قام النظام السوري بتدمير الجسر المعلق عام 2013.
ويُعد الجسر المعلق، الذي شيدته فرنسا في عشرينيات القرن الماضي، معلمًا تاريخيًا ورمزًا من رموز دير الزور، لكنه لم يسلم من آثار النزاع المستمر.

تعكس معاناة سكان دير الزور وريفها في التنقل عبر نهر الفرات التحديات الأوسع التي تواجه المنطقة. ومع استمرار تعطل الجسر وارتفاع تكاليف التنقل، تتفاقم الأعباء على الأسر، مما يهدد بزيادة نسب التسرب المدرسي وتعطيل الحياة اليومية للسكان. هذه الأزمة تتطلب استجابة جادة وشاملة من قبل الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لضمان حياة كريمة ومستقبل أفضل للسكان على ضفتي النهر.

مقالات ذات صلة