تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلها في العمق السوري بالتزامن مع سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات، من قتل واعتداءات بحق السكان المحليين، كان آخرها مقتل ثلاثة أشخاص في غارة استهدفت رتلاً لإدارة العمليات العسكرية في بلدة غدير البستان بريف محافظة القنيطرة.
توغل إسرائيلي في بلدة بداعا قرب مطار المزة العسكري
وذكرت مصادر محلية أن قوة إسرائيلية من جنود ودبابات توغلت باتجاه بلدة بداعا، الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترًا فقط من مطار المزة العسكري شمال شرق جبل الشيخ على الحدود السورية اللبنانية.
وجرّفت القوات الإسرائيلية الأراضي الزراعية وشقت طريقًا ترابيًا من الحدود الإسرائيلية باتجاه منطقة الدريعات، حيث دمرت أراضٍ زراعية، ما جعلها غير صالحة للاستخدام.
تجريف الأراضي الزراعية في كودنة وجباتا
في السياق ذاته، قال رئيس بلدية قرية كودنة بريف محافظة القنيطرة، ماهر طحان في تصريح لمنصة sy24، إنّ “قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تجريف أراضٍ مثمرة وحراجية في المنطقة الواقعة على الحدود مع الجولان السوري المحتل”، موضحًا أن الأراضي التي يجري العمل على تجريفها تبلغ مساحتها 200 دونم، وهي مزروعة باللوز والصنوبر، إضافة إلى أراضٍ حراجية في بلدة جباتا.
وأشار طحان إلى أن الأوضاع صعبة للغاية في المنطقة، حيث حوّلت قوات الاحتلال جزءًا من القرية إلى منطقة عسكرية لا يُسمح للمدنيين بالدخول إليها، وأن قوات الاحتلال دمرت البنية التحتية عقب دخولها للقرية، من تحطيم لمواسير المياه وقطع أسلاك الكهرباء، والعبث بكابلات الهاتف.
قيود إسرائيلية على حركة المدنيين في الحميدية والصمدانية
في المقابل، عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي من حصارها لعدة قرى في ريف محافظة القنيطرة، من بينها “الحميدية، والصمدانية، وغيرها”. وقال رئيس بلدية الحميدية، جهاد خليفة في تصريح لـمنصة sy24 إنّ “قوات الاحتلال الإسرائيلي موجودة على أطراف قرية الحميدية والصمدانية الغربية والحرية”، وإنها “ثبتت نقاط تمركز غرب الحميدية وعند المشتل”.
وأضاف خليفة أن “عناصر قوات الاحتلال يمنعون الأهالي من الخروج والدخول إلى القرية إلا في أوقات محددة، حيث حددت ساعات الخروج من الساعة 7 إلى 10 صباحًا، على أن تتم العودة إلى القرية قبل الساعة 3 عصرًا”، وأن “عملية النقل تتم عبر سرافيس القرية”.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أجرت مسحًا لسكان المنطقة، منوهًا بصعوبة الوضع المعيشي بسبب عدم وجود جهات مسؤولة عن المنطقة، وعدم تعيين محافظ للقنيطرة من قبل السلطات الجديدة حتى الآن.
تهجير قسري للسكان في مناطق التوغل الإسرائيلي
ولم تخلُ عمليات التوغل الإسرائيلي من تهجير للسكان المحليين، إذ أبلغ خليفة أن قوات الاحتلال هجّرت سكان رسم الرواضي بعد أن جرّفت عددًا من منازل الأهالي في المنطقة وخرّبت البنية التحتية. وأكد أن عمليات التهجير طالت نحو 50% من سكان القرى والبلدات الأخرى التي توغلت فيها قوات الاحتلال، وأن النزوح جرى باتجاه بلدات خان أرنبة ومدينة البعث ودمشق وريفها.
تعطل الخدمات الصحية والتعليمية في المناطق المتضررة
وأكد رئيس بلدية الحميدية أن العملية التعليمية في القرى والبلدات التي توغلت فيها قوات الاحتلال لم تتوقف منذ بدء التوغل، لكنه في المقابل لفت إلى توقف مستوصف القرية عن العمل، ما يجبر الأهالي على الذهاب إلى مدينة البعث للعلاج، وأن على المريض قطع مسافة 6 كيلومترات للوصول، كون الطريق الاعتيادي مغلقًا بحاجز لقوات الاحتلال، ما يضطره للمرور عبر الطريق الإجباري (الصمدانية الغربية – العجرف) باتجاه مدينة البعث.
استهداف رتل عسكري لإدارة العمليات السورية الجديدة
ولم تتوقف استفزازات قوات الاحتلال لإدارة العمليات السورية الجديدة، والتي كان آخرها قتل عنصرين من إدارة العمليات ومدني إثر استهداف مسيّرة إسرائيلية لرتل عسكري للإدارة السورية الجديدة في بلدة غدير البستان بريف محافظة القنيطرة.
وقال نزار المسهال، من أهالي قرية غدير البستان، في تصريح لمنصة sy24 إنّ “الوضع في المنطقة هادئ حاليًا بعد الاستهداف الأخير الذي طال رتلاً لإدارة العمليات العسكرية”.
اعتقال صحفيين خلال تغطية الأحداث في الحميدية
ولم تسلم الفرق الإعلامية من الاعتداءات الإسرائيلية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال قبل أيام صحفيًا فرنسيًا برفقة محمد صالح الفياض، محامٍ سوري، لمدة 13 ساعة قبل أن تطلق سراحهما بعد مصادرة الأجهزة والمعدات وتوقيعهما على عدم التواجد في مناطق توغل قوات الاحتلال.
وقال المحامي محمد الفياض في تصريح لمنصة sy24 إنّ قوات الاحتلال اعتقلته أثناء تغطيته الصحفية إلى جانب فريق فرنسي لحملة دهم وتفتيش لقوات الاحتلال في قرية الحميدية، و اقتادته مع الصحافي الفرنسي معصوبي العينين ومكبلي اليدين إلى مركز للتحقيق، وأن المعاملة كانت سيئة للغاية.
الأوضاع المعيشية تزداد سوءًا مع غياب الدعم الحكومي
وفيما يتعلق بالوضع الخدمي للسكان، أوضح المسهال أن “الخدمات موجودة بالحد الأدنى، فالكهرباء تأتي كل أربع ساعات، فيما تأتي مياه الشرب مرة كل أسبوع، وهناك غياب للنظام بسبب عدم تفعيل البلديات، والخبز والمحروقات موجودة بالسعر الحر”.
عمق التوغل الإسرائيلي في القنيطرة يصل إلى 7 كيلومترات
توغلت قوات الاحتلال في عدد من المناطق بريف محافظة القنيطرة، من أبرزها “قرية الرواضي، وبلدة الحميدية، رسم الشارع، أم العظام، جباثا الخشب، الحرية، أوفانيا، والحدود الإدارية لمدينة البعث”، وقدّر عمق التوغل بـ 5-7 كيلومترات.