أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، خلال مؤتمر صحفي، أن إيران نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى سوريا بسبب انعدام الأمن.
جاءت هذه التصريحات في أعقاب سلسلة من التطورات السياسية والأمنية التي شهدتها سوريا منذ الإطاحة بنظام الأسد السابق في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.
وأشار بقائي إلى أن إيران كانت قد أصدرت تحذيرات سابقة لمواطنيها بعدم التوجه إلى سوريا، في ظل الظروف الأمنية المتقلبة التي تشهدها البلاد.
من جهتها، كشفت شركات الطيران العاملة في سوريا، مؤخراً، عن تلقيها بلاغات بفرض حظر على نقل المواطنين الذين يحملون الجنسيتين الإيرانية والإسرائيلية إلى الأراضي السورية.
وتأتي هذه القرارات بعد أكثر من شهر على سقوط نظام الأسد السابق، وتزامنت مع استئناف الرحلات الدولية في مطار دمشق الدولي في 7 كانون الثاني/يناير 2025.
وقد أعلنت إدارة المطار استئناف الرحلات الجوية الدولية بعد توقف دام نحو شهر، في خطوة تهدف إلى إعادة الحياة إلى قطاع الطيران السوري، الذي عانى من شلل شبه كامل خلال الفترة الماضية.
وفي منتصف الشهر الجاري، أعلنت الخطوط الجوية التركية أنها لن تنقل مواطني إسرائيل وإيران إلى سوريا، استجابةً لقرارات صادرة عن سلطات الجمهورية العربية السورية.
جاء الإعلان قبل أول رحلة مرتقبة للشركة إلى العاصمة السورية دمشق، المقرر إجراؤها يوم الخميس 23 كانون الثاني/يناير الجاري، بعد انقطاع استمر منذ اندلاع الحرب في سوريا.
ووفقًا للبيان المنشور عبر الموقع الرسمي للشركة، أبلغت الخطوط الجوية التركية المسافرين بسلسلة من القيود التي فرضتها السلطات السورية على دخول البلاد.
وبحسب القرار، يُسمح لمواطني جميع الدول بالدخول إلى سوريا باستثناء مواطني إسرائيل وإيران.
وحول ذلك، قال وجدان عبد الرحمن، باحث مختص في الشأن الإيراني والعربي، لمنصة SY24: “إعلان الحكومة السورية منع دخول الإيرانيين إلى سوريا يبدو منطقيًا بالنسبة للحكومة الجديدة، لأن تدخلات إيران في هذا التوقيت أو السماح للإيرانيين بالدخول سواء للسياحة أو زيارة العتبات ليس منطقيًا. لإيران تجربة في استغلال السياحة الدينية لزعزعة الأمن، والعلاقات بين إيران والحكومة الجديدة ليست طبيعية.”
من جهتها، نقلت صحيفة *نيويورك تايمز* في 7 كانون الأول/ديسمبر 2024 عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم أن إيران بدأت إجلاء مسؤوليها من سوريا، بما في ذلك دبلوماسيون وعسكريون وقادة في “الحرس الثوري” و”فيلق القدس”، إلى دول مجاورة مثل العراق ولبنان.
وفي مطلع كانون الثاني/يناير الجاري، جدّد المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، تهديداته تجاه سوريا، مؤكدًا أن من اعتدى على أرض سوريا سيُجبر يومًا ما على التراجع.
كما فرض كبير مستشاريه، علي لاريجاني، شروطًا صارمة للتعامل مع الحكومة المؤقتة في دمشق، مما يعكس استمرار إيران في محاولة فرض نفوذها على المشهد السوري رغم التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي زكريا ملاحفجي لمنصة SY24: “تصريحات الخارجية الإيرانية تؤكد المؤكد. في ظل هذه الظروف، لا يمكن تفهم أي زيارة لأن إيران حاولت، بعد تحرير سوريا، خلق فتن كثيرة. ولكن بعد استقرار البلاد، فإن الشعوب التي تأتي بهدف السياحة أو التجارة ستكون موضع ترحيب، أما الآن فلا معنى لأي زيارة.”
وتتصاعد التصريحات العدائية بين فترة وأخرى من مسؤولين إيرانيين تجاه الحكومة المؤقتة في دمشق، التي تولت السلطة بعد سقوط النظام السابق.
وتعكس هذه التصريحات مدى تعقيد العلاقات الإيرانية السورية في مرحلة ما بعد نظام الأسد، حيث تسعى إيران للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة.