جددت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) رفضها تسليم إدارة السجون التي تحتجز مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للحكومة الجديدة في دمشق، متذرعة بمخاوف من إعادة التنظيم لنشاطه وشنّ هجمات جديدة على المنطقة.
ونقلت وكالة رويترز عن قيادي في قسد قوله: “عندما سقط النظام السوري، تمكن داعش من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة، والآن يعيدون تنظيم أنفسهم وقد يهاجمون السجون مجددًا”.
تركيا والولايات المتحدة على طرفي نقيض
طالبت تركيا، التي تصنف “قسد” على قوائم الإرهاب، بتسليم السجون للحكومة الجديدة في دمشق، بل وعرضت المساعدة في إدارتها.
في المقابل، أعربت الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها عن دعمها لاستمرار قسد في إدارة السجون. وقال وزير الخارجية الأميركي السابق، أنتوني بلينكن، إن تمكين قسد من مواصلة تأمين المقاتلين الإرهابيين الأجانب “يشكل عنصرًا أساسيًا لمنع عودة ظهور داعش”.
تصاعد التوترات الإقليمية
أصبحت السجون التي تضم مقاتلي داعش مركزًا للتوترات بين الأطراف الدولية. إلى جانب تركيا والولايات المتحدة، تطالب الإدارة السورية الجديدة في دمشق بعودة السيطرة المركزية على السجون في إطار محاولاتها لإعادة هيكلة السلطة بعد سقوط الأسد.
قضية سجناء “داعش” تتعلق بمستقبل المنطقة
تزعم “قسد” أن تسليم السجون إلى حكومة دمشق قد يمنح داعش فرصة لشن هجمات أو إعادة بناء قوته. ويقول القيادي في قسد: “هذه ليست مجرد قضية أمنية، بل قضية تتعلق بمستقبل المنطقة بالكامل”.
وعلى ما يبدو، فإن ملف سجون التنظيم الواقع تحت إدارة “قسد” يعتبر من أبرز الملفات العالقة والشائكة بين حكومة دمشق وقيادة “قسد”. يضاف إلى ذلك ملفات أخرى، من بينها دخول مقاتلي “قسد” ككتلة واحدة ضمن جيش سوريا الجديد، وهو ما ترفضه دمشق بشكل قاطع، مما يجعل طريق المفاوضات متعثرًا وشائكًا بين الطرفين.